الأقسام: للأهل

بواسطة: قبس

مشاركة

الأقسام: للأهل

بواسطة قبس

مشاركة

٣ تقنيات للتعامل مع قلق المراهق

يعاني بعض المراهقين من القلق ويعود ذلك لأسباب عديدة أهمها
التغيرات الهرمونية والشكلية التي تحدث خلال هذه المرحلة، لذا علينا
الاستعداد للحظات القلق التي يمر بها أبناؤنا المراهقين، ونحاول أن
نحولها للحظات قوة وإيجابية، فكيف لنا أن نقوم بذلك؟…
من خلال هذا المقال سنشارك معكم ثلاث استراتيجيات ستساعد ابنك
المراهق أو بنتك المراهقة من التخلص من قلقها و تحسن التعامل معه
وهي:

– أولاً: الوعي الذاتي من قبل الأهل.. وهذا يتطلب منا كأهل أن ننتبه
لقلقنا نحن قبل قلق أبناءنا، فطريقة تعاملنا مع قلقنا تنعكس على أبنائنا
المراهقين لأنه من الممكن وعن غير قصد أن نساهم بولادة القلق
الذي يبدأ عندهم من خلال ردود أفعالنا، ولغة جسدنا وتعابير وجهنا
وكلماتنا.
على سبيل المثال عندما يأتي إلى مكتبي أهل لطفل عنده فرط حركة،
وتشتت انتباه ويبدأ الطفل بعد عشر دقائق بالحركة، فأقول لوالدته
دعيه الأمر طبيعي وعادي جداً،
لكن حالما تبدو علامات التوتر والقلق على والديه من حركة ابنهم،
مع أني أكدت عليهم أني متقبله للتصرف الذي يقوم به.
إن ردة فعلهم وتصرفاتهم فوراً زرعت عند طفلهم قلق واضطراب،
وطريقة كلامهم عن ابنهم أكدت ووصمت عليه هذا التصرف.

لذا علينا أن نكون على دراية بأنفسنا وبمعدل قلقنا ولا نبالغ به.
وصدقوني لا يمكن أن نحل مشكلة قلق أبناءنا إذا لم نتحكم بأنفسنا،

وبتعابير وجهنا وكلماتنا، كالذي يحذر ابنه من السرعة العالية أثناء
القيادة، وهو سرعته ١٤٠كم فلا يمكن لابنك أن يأخد بنصيحتك.

ودعونا نفكر بطريقة مختلفة ، كأن نقول أن ابني أو ابنتي لديهم كل
الوسائل للتعامل مع هذه المشكلة، أنا واثق بهم، هكذا ستساعدهم في
التعامل مع قلقهم أكثر من أن تشعر أنه من المستحيل أن يحلوا
مشكلتهم، بالعكس ثق بأبناءك طالما أنك موجود بجابنهم لدعمهم،
وكنت طوال السنين السابقة موجود، إذاً دع الأمور تمشي بالمسار
الصحيح.

– ثانياً: الاستماع بتعاطف، من أقوى الاستراتيجيات التي لها أثر على
المراهق، لأن التعاطف يعني أنك تفهم وتهتم لما يشعر به شخص آخر
خاصةً أن نفهم ونتعاطف مع مراهق.
نحن كبالغين عندما يواجه ابننا المراهق مشكلة ما ، فإننا ننظر لها
بعدم أهمية ومبالاة، ومن الممكن أن نستخف بمشاعره، ولكم انتبهوا
جيداً إن مشاعره حقيقة ١٠٠٪ بالنسبة له، وقد يكون الموقف بسيط
بالنسبة لنا أو سخيف، لكن بالنسبة له هو شعور حقيقي .

أذكر عندما كنت مراهقة مررت بموقف محزن بالنسبة لي، ولكن
اليوم أراه موقفاً عادياً لا يتطلب كل ذلك الغضب والحزن الذي عشته
لكن مشاعري وقتها كانت سيئة وحقيقية، ومن المستحيل أنني كنت
سأتقبل أي شخص يستخف بمشاعري أو سبب غضبي، سأروي لكم
القصة سريعاً، " أذكر أنني وعدت صديقتي بالذهاب عندها لكي
أودعها ووالدي عاد من الشغل متعباً ولم يرضى أن يوصلني، وطلب

مني أن أدع أخي الكبير يوصلني ولكن للأسف أخي كان منشغلاً
بدراسته وليس لديه وقت لإيصالي.
فعلياً لم يخطئ أحد لكنني حزنت جداً وجلست أبكي، لأن صديقتي
ستسافر ولقائي معها صعباً..
أردت في تلك اللحظة أن يتفهمني أحدهم ويشعر بي دون أن
ينصحني، وطبعاً والدتي كانت كعادتها تدعمني وتشعر بما أحس به،
لتسحب كل المشاعر السلبية وتعوضها بمشاعر حب ودعم.. وحقيقة
أنا اليوم عندي مواعيد ابنتي مع صديقاتها مهمة جداً وهي من
أولوياتي.
عندما نسمع بتعاطف سيعطينا مصداقية أكثر لدى ابننا المراهق
وسيعرف جيداً مقدار حبنا واهتمامنا به.

فالمطلوب منك عزيزي المربي أن تتواجد بكل أحاسيسك، لأن هذا
أمر مهم جداً بالنسبة لهم، ودائما تذكر وجهة نظرك مختلفة لأنك بالغ،
لذا عليك أن تنصت وتستمع بتعاطف وتتفهم مشاعر ابنك.
وبإمكانك أن تستخدم تقنية (الاستماع الانعكاسي) الذي يتطلب منك أن
تعيد كلمات من حديثه.. مثل: " اممم أتقصد هكذا من كلامك.. ها
صار معك". وبهذه الطريقة تثبت لهم أنك منصت لهم.

– ثالثاً: تأكيد مفهوم الإيجابية في الواقع.. لا يكفي أن نتكلم عن
الإيجابية والمبادئ الصعبة والقيم المهمة في الحياة، وليس كافياً أن
نزرعها من خلال المواقف اليومية والحياة المستمرة، إنما نحن بحاجة
لنحدد جلسة أسبوعية، أو مجلس للعائلة، وقت تجتمع فيه كل أفراد
الأسرة وفقا لجدول زمني منتظم مثلاً بعد صلاة الجمعة أو صباح كل
سبت، من خلاله يمكننا مشاركة مبادئ متل الإيجابية ـ اللطف –

الاحترام – الامتنان – المسؤولية – مهارات حل المشكلات أو مهما
نريد من قيمة أو مبدأ.
مثلاً: خلال هذه الجلسة، يبدأ الأب بطرح المفهوم الأساسي وممكن
مرة الأم ومرة الأب، وبعدها يسأل الأولاد عن رأيهم بالمفهوم، وهل
بمقدورهم إضافة معلومات جديدة ويبادروا بطرح أمثلة.
مثال: مفهوم الامتنان مفهوم كبير يستطيع الأب أن يشرحه في يوم
العطلة وتتبادل أفراد الأسرة الحديث والنقاشات عنه.

وفي الأسبوع التالي يكون الأبناء قد حضروا أمثلة عن الامتنان،
بإمكان الأب أن يحضر صور مكان عمله ويقول لأولاده أنا ممتن أني
عدتُ لمكان عملي بدل السنة الماضية التي كنت أعمل بها من المنزل
بسبب أحداث كورونا.
والأم مثلاً تقول أنا ممتنة لأنه بات لدي سيارة أقضي احتياجاتي دون
الحاجة للمواصلات.
والبنت المراهقة عملت عرض على -الباور بوينت – فيها صور لكل
سنة كورونا والحجر، وكم هي ممتنة لعودتها للحياة والمدرسة،
والابن الذي عمره ٩ سنوات تكلم عن امتنانه أنه اشترى جهازه
الجديد لأن جهازه القديم كان يتعطل باستمرار.
هكذا تترسخ المفاهيم وتتعمق في فكر أبناؤكم، فعندنا نضع لائحة بكل
المفاهيم التي تؤثر فعلاً بحياة ابني المراهق للايجابية، وعملنا عليها
بالواقع، سيخف عنده القلق، لأنني أمنحه أدوات حقيقة تجعله قادراً
على التعامل مع الحياة ويفهمها ويتجهز لها، ناهيكم طبعاً عن الدعم
هناك التواجد المستمر والاستماع له.

ابنكم المراهق مرآتكم، نعم مرآتكم، ولو كان متوتراً هذه الفترة، لكنه
يعرف تماماً أن مرجعه لبيتكم وأفكاركم وقيمكم .. لذا ركزوا تماماً
على القيم والأفكار الإيجابية التي تزرعوها في نفوس أبنائكم.
نريد شباباً أقوياء هدفها حمل مسؤوليات الأمة ونشر الخير..هؤلاء
الشباب سينطلقون من بيوت داعمة ومتقبلة، مستمعة وصبورة فهل
أنتم هكذا؟

اترك تعليق