الأقسام: للأهل

بواسطة: قبس

مشاركة

الأقسام: للأهل

بواسطة قبس

مشاركة

٣ استراتيجيات لتخفيف توتر الأهل من تقلب مزاج الابن المراهق

يعاني معظم الأهل من تقلب مزاج ابنهم المراهق، فتارةً تجده
هادئاً ومتزناً، وتارةً أخرى غاضباً، ولديه ردود غير لائقة
عندما تكلمه، الأمر الذي يتطلب من الأهل بذل جهود كبيرة في
كبح جماح غضبهم، والتحلي بالصبر والهدوء.

في الواقع يجب أن نعي تماماً كأهل بأننا لا نمتلك سيطرة
على مزاج أبنائنا، لأن السيطرة من عندهم والقرار الأخير
يصدر منهم. وللأسف لا نرى منهم محاولات لتطوير هذا
السلوك.

ويكفي وعينا لهذه النقطة سيجعلنا ننتقل لمرحلة متقدمة من
التربية الراقية، وهي الحديث عن الاستراتيجيات التي من
شأنها تخفيف التوتر، وتجعلنا نتحكم بردود أفعالنا اتجاه
تقلب مزاج أبنائنا، وأما عن أهم هذه الاستراتيجيات فهي:

– أولاً: حافظ على هدوئك.. بما أنه لديك مراهق وعنده
مزاج متقلب فمن السهولة أن يلعب بأعصابك، والسؤال

الذي يطرح نفسه هل بإمكانك أن تحافظ على ردود فعلك؟
هل يستطيع ابنك المراهق أن يعكر مزاجك؟
ونصيحتي لكم لا تسمحوا لمزاجه المتقلب أن يفسد عليكم
يومكم ويغضبكم، وذلك لعدة أسباب ، أولها لأنه من
الضروري أن تكونوا سعداء، هادئين، ومحافظين على
استقراركم وقوتكم.

والأمر الآخر هو عندما نسمح بتقلب مزاجهم وردود
أفعالهم بالتأثير على مزاجنا سيضع عبئاً غير ضرورياً
من المسؤولية على عاتقهم.
بمعنى سيصبحوا مسؤولين عن مشاعرنا أو على الأقل
بدأوا بالشعور بالمسؤولية عن مشاعرنا، وهذا سيلخبط
الأمور لأنه من مسؤوليتنا الاهتمام بهم وبأنفسنا.
يجب أن نضبط أعصابنا لنعلمهم قيمة ضبط الأعصاب
وهي رسالة، وقيمة نزرعها من خلال تربيتهم.

على سبيل المثال: عندما تكون مع ابنك في الصالة
وتتحادثون مع بعضكما عن موضوع ما، وفجأة من غير
أي مقدمات رد عليك رداً غير لائقاً مثل: ( يكفي لقد تكلمنا
كثيراً.. أو ممكن نغير الموضوع لقد أصبح مملاً .. أو والله
فهمت).

قد ينصدم الأهل من ردٍ كهذا، لكن يجب أن نفهم أن
المراهق فعلاً مزاجه متقلب.. وقد اكتفى بهذا الكلام. تُرى
هل سنغضب ونصرخ عليه ونقول له أنت غير مؤدب،
ولن أتحدث معك مرة أخرى.
رد فعلك هذا يعني أنك فقدت أعصابك، وحملته مسؤولية
مشاعرك وهذا الأمر غير محبذ، يجب أن تعي أنك أنت
المسؤول عن نفسك وعن مشاعرك، ويجب ألاتحملها
لابنك المراهق. عليك أن تتعامل معه على أنك واعي
لظروفه، ومتقبل للمرحلة التي يمر بها وتحتويه.
وببساطه من الممكن أن تقول له: " حبيبي أتقصد أنك تود
تغيير الموضوع؟ .. أم هل أنك تعبت وتفضل أن ترتاح؟..
أنا أفضل أن تقول لي هذه الجملة.."
لا بأس بأن نعلم أبنائنا الجمل البديلة، وأن نعلمهم بهدوء.

– ثانياً: التواصل، من الضروري أن نجعل خطوط
التواصل مفتوحة، أعلم أن الموضوع قد يكون أشبه
بالتحدي مع المراهق، لأنك كلما حاولتِ أن تتواصلي معه
يصدك. وحتماً أنك مررتِ بتجربة كهذه ، فعندما يعود من
المدرسة وتسألينه:
– كيف كانت المدرسة؟ يرد عليك بأنها جيدة.

– هل حدث معك شيء جديد؟ لا
إنك تحاولين الوصول لمعلومة منه، حول أحداث يومه أو
المواقف التي مر بها ولكن دون جدوى. لا تقلقي فأغلب
المراهقين هكذا.
لذا لإبقاء خطوط الاتصال بينكم مفتوحة وظيفتنا نحن
كأهل هي أنه نفهم ونسمع، بطرح أسئلة مفتوحة بدل
الأسئلة المغلقة، والفرق بينهم أن الأسئلة المفتوحة هي
التي تعطي مجال أكثر للحديث والنقاش.
مثل: سمعت أنه كان عندكم نشاط في المدرسة حدثني
عنه.. أو ساعدني على فهم هذا الموضوع.
هذا النوع من الأسئلة يفتح الأبواب أكثر، أما الأسئلة
المغلقة فإنها تغلق الفرصة للنقاش والحديث، مثل:" أنا
سعيدة أنك أكلت أكلك كله.. هل غاب أحدٌ من المعلمين؟ ".
جواب هذه الأسئلة إما نعم أو لا.. وهذا النوع من الأسئلة
يغلق عليك كل الأبواب لكنها طريقة جيدة لتستخدميها مع
الأطفال في مرحلة رياض الأطفال، وسنوات الابتدائي،
تستطيعين من خلالها أن تنمي مهارة الحوار. لكن مع
المراهق يجب أن نتكلم أكثر لأن مهاراته في التواصل
تطورت.

ولا تنسوا استخدام تقنية "الاستماع الانعكاسي" يعكس
مدى اهتماماكم بكلامهم، فيشعروا بالحماس ويكملوا
تواصلهم معكم. والتي هي عندما يتكلم ابنك المراهق عليك
أن تعيد بين فترة والثانية جملة من جملهم سريعاً.. مثال: "
كان يتكلم عن موقف بالفصل فأنتِ تعيدي جملة سريعة
وتقولين له: أفهم أن المعلم قال لزميلك هكذا في درس
اللغة العربية".
اهتمامك بكلامه وحسن إنصاتك، يجعل ابنك المراهق
يتطرق لمواضيع تزعجه ويفضفض لكِ، وهذا أمر مهم
جداً لأنه سيساعدك في تحكمه بضبط أعصابه ومزاجه.

ولو ظلَّ كتوماً فلا بأس، يكفي أن تعلمي أن تعامله الدائم
معك وتواصله الراقي واستماعك له، سيزرع قدوة في
داخله عن كيفية التعامل والتواصل وبالتالي سيتعلم هذه
السلوكيات لتظهر في وقت لاحق.

– ثالثاً: إن المراهق يمر بمراحل النمو الصعبة وتحدي
كبير على المراهق أن يمر بهذه المرحلة، فبعض
المراهقين يمرون بشكوك ذاتية، نقد ذاتي ، كراهية للذات،
وكلها مشاكل كبيرة بالنسبة للمراهق، وهنا يأتي دورنا

كأهل لاتباع استراتيجية أو دليل بسيط نوظفه كأهل والذي
هو أن نستمتع بوجودهم بحياتنا.
لا يقتصر دور الأهل على تأمين الأكل واللبس والتعليم
والمسكن لأبنائهم، ولكن سألت نفسك ما هي نظرتك
له،؟وما هي مشاعرك نحوه؟ ربما يكون لديك أسبابك
الكثيرة بألا تستمتع بوجود مراهق في بيتك.
ولكن مهما كان السبب يجب علينا أن نرتقي عن الأسباب
التي تجعلنا مستاءين من وجود مراهقين في حياتنا، ويجب
أن نخاطب أنفسنا على الدوام ونقول: يجب أن نستمتع
بوجود ابننا المراهق لأني متأكد بنسبة مئة بالمئة، أنني
عندما أختار أن أتقبله سيكون تأثيري أكبر عليه، و
سيحبني و يحترمني أكثر. لأن نظرتي وكلماتي
وتصرفاتي نحوه ستتغير.
بينما شعوري بأني متعب من تصرفات ابني المراهق،
وأتمنى أن تنتهي مرحلة مراهقته وتمر بسلام لأرتاح، في
حين أن المراهق ذكي جداً ويعرف أنك مستاء منه..
فالخيار الأنسب والأفضل بين أيديكم، تقبلوا ردود ابنكم
المراهق واستمتعوا بوجوده،وتقربوا إليه.

عزيزي المربي يجب أن تعلم أن وظيفتنا الأولى
والأساسية اتجاه أولادنا هي محبتهم مهما حصل، حتى لو

مروا بظروف صعبة، ثقيلة، سرقوا،ضربوا، ذهبوا إلى
الشرطة، سنبقى نحبهم.. لأنهم أولادنا.. وإياك أن تتبرأ
منهم وتدعهم للغرب.
وتذكروا النبي موسى عليه السلام كيف ظلَّ يحب ابنه
لآخر نفس مع أنه كان عاصِ.
نحن كأهل نربي ونجتهد لكن لا نتحكم بالنتائج ،وإذا كنت
تعتقد أن وظيفتك هي التأكد من وجود نتائج منهم ولم
يعطوك إياها وشعرت (بالإحباط والغضب والاستياء) هذه
أكبر إشارة أنك نسيت ماهي وظيفتك!!
وظيفتك أن تحبهم، وتدعمهم. وإذا ظلَّ ابنك المراهق
متقلب المزاج فهذا أمر متروك له، بإمكانك مساعدته
بالاستراتيجيات الثلاثة التي سبق وتحدثنا عنها.
وتذكر أن وظيفتك هو أن تحبه مهما كان، سيجعلك تشعر
بالسلام الداخلي الذي تستطيع من خلاله أن تقول بأول
منعطف : "سأحافظ على هدوئي وصبري".

اترك تعليق