الأقسام: للأهل

بواسطة: قبس

مشاركة

الأقسام: للأهل

بواسطة قبس

مشاركة

حلول مجدية لتخفيف الآثار السلبية للأجهزة الإلكترونية

بعد أن تعرفنا في المقال السابق عن التأثير السلبي للأجهزة
الإلكترونية على عقول أبنائنا المراهقين، ومدى الإدمان الذي يصاب
به أبناؤنا من كثرة الألعاب، و تصفح مواقع التواصل الاجتماعي،
وكيف أن عدد الساعات التي يقضيها ابنك المراهق على الألعاب
عندما يصل لسن 21 كفيلة بأن تجعل منه خبيراً في مجال معين لو
استثمر الوقت ذاته في تخصص يفضله؟، كل هذه الانعكاسات السلبية
تجعلنا نعيد حساباتنا، وبالطبع لن يكون الحل بأن نكسر أجهزة أبنائنا
أو نخفيها، أو نسارع بإلقاء اللوم على شريك حياتنا لأنه لم يدعمنا في
هذا الجانب.
حتماً فالمراهق بحاجة لجهاز ذكي أثناء دراسته، قوموا بحصر هذه
الأجهزة بجهاز واحد. وعليكم أن تعلموا تماماً ما مدى احتياج ابنكم
للجهاز؟ وكيفية استخدامه؟.. يجب ألا تكونوا تائهين وابنكم جالس
على أجهزته بعالمه الخاص.

سنوضح في هذا المقال أهم الإجراءات الواجب اتباعها لتخفيف الآثار
السلبية لإدمان أبنائكم المراهقين على الأجهزة الذكية:

– أولاً: تحديد أوقات استخدام الأجهزة الذكية، أول خطوة عليكم أن
تحددوا كزوج وزوجة كم ساعة يجب أن يجلس فيها ابنكم للعب
والمتعة وأتوقع ساعتين كافية. وذلك بعد أن ينتهي من كل المهام
الموكلة إليه وكذلك بعد أن ينهي واجباته المدرسية. ويكون بالفعل قد
استحق هاتين الساعتين تأكيداً على مفهوم الاستحقاق الذي سبق
وتحدثنا عنه.

– ثانياً: كونوا على دراية تامة..يجب أن تكونوا على علم بالجهاز
الذي يدرس منه ابنكم، ويكون منفصل عن جهاز الألعاب لتضمنوا
عدم تلاعبه معكم.
يجب أن تكونوا على علم باسم ابنكم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأن يكون ابنكم واضحاً معكم ولا يكون عنده أكثر من حساب،
وعليكم أن تكونوا على دراية تامة بما يتابعه، ويحمله، وما نوعية
الأفلام التي يشاهدها؟.

– ثالثاً: تحديد مكان اللعب أو التواصل في غرفة الصالة التي يكون
الجميع موجوداً بها.
لا أن يتواجد لوحده في غرفته هذا يعني أن العالم بين يديه وهو
عرضة لآلاف المعلومات المضرة التي ترده من الخارج. وأنت من
حقك أن تخاف عليه وتحميه، واعلم أنك أنت من يحدد مكان اللعب
وهو الصالة.. لكي يبقى تحت سيطرتكم ونتمنى منعه منعاً باتاً من
التواصل مع الغرباء لأنه مع وجود السماعات ليس بمقدوركم أن
تعرفوا مع من يتواصل، فانتبهوا كثيراً..

– رابعاً: اشغلوا أوقاتهم بمهام كثيرة، يعني فور عودته من المدرسة،
دعوه يأخذ قسطاً من الراحة ويتناول وجبة الغداء ولتكن ساعة واحدة،
ومن ثم يتابع مع مدرسه الخاص أون لاين، وبعدها يذهب إلى نادي
رياضي، ويعود ليكمل واجباته المدرسية. ومن ثم يتناول العشاء
ويخلد إلى النوم.
هذا الضغط يخفف مشاكل المراهق ويوجه طاقته ليصرفها بشكل
إيجابي.

– خامساً: وضوح قوانين المنزل والثبات عليها..يجب أن تكون هناك
قوانين في المنزل واضحة ومكتوبة تبين عدد ساعات استخدام
الأجهزة الذكية، ونوعية ما يشاهد أو ما يلعب ويتابع أبناءك، مثال:
في المنزل (أ) يتم منع ألعاب العنف وكذلك منع النوم المتأخر، في
المنزل (ب) لا بأس بألعاب العنف ولابأس بالسهر..
في المنزل (أ) سنلاحظ عدم وجود أي مشكلة في ساعات الصباح
الأولى حيث يكون جميع من في المنزل مستيقظاً ونشيطاً وجاهزاً
للمدرسة، ولن نشهد يوماً قتالاً عنيفاً بين الأبناء، بينما في المنزل (ب)
من الصباح الباكر هناك قتال ليستيقظ أبناء المنزل ويستعدوا
للمدرسة، وفي وقت العصر هنالك قتال عنيف وضرب وبعدها بكاء
تحت مسمى اللعب!
فكرة القوانين مهمة، لابد أن يعرفها الأم والأب ويجب أن تُكتب
وتُعلق في الصالة وتُشرح للأبناء ويُذكر بها بين حين وآخر..

– سادساً: عواقب من لا يلتزم.. المراهق أو المراهقة أصبحوا شباب
كبار.. لذا يجب أن نخاطبهم بلغتهم عند عدم التزامهم وذلك بعد أن
وضحنا القوانين، سنخبرهم بأنهم سيُعاقبوا بحرمانهم من شيء يحبونه
وعزيز عليهم، لذا عليهم مراعاة القوانين واحترامها.
فمثلاً ابنك ينتظر آخر الأسبوع بفارغ الصبر ليذهب إلى الحديقة
فيجب عليه الانتباه إلى أن عدم التزامه بقوانين استخدام الأجهزة
الذكية سيعرضه للعقاب وهو عدم خروجه آخر الأسبوع، أو أن
يعاقب بسحب الجهاز منه لمدة أسبوع، ومن الممكن أن يكون هناك
حوار بينكم، و هو من يختار نوع العقاب، فلا بأس بذلك لأننا أهل
ودورنا أن نعلمهم الالتزام .

– سابعاً: مفهوم الخصوصية والحقوق.. يجب أن يكون الأبناء على
علم و دراية بحقوقهم، ووجب عليهم التمييز بين الحقوق التي يجب أن
يحصلوا عليها، والميزات التي تهدونها لهم.
فالأبناء من حقهم عليك أن توفر لهم الأكل والشرب والملبس والسكن
والتعليم، ولكن كل ماعدا ذلك هو كرماً منكم وتفضلاً، بمعنى توفير
الانترنت والجوالات لأبنائكم هو كرم منكم..
وعندما تريدون سحب الأجهزة الذكية وقال لك ابنك هذا من حقي لا
أسمح لك، قل له: " راجع حقوق الطفل على الانترنت لتعرف ما هي،
وأنا لم أقصر معك بشيء، ولأنني لاحظت سلوكك الجيد فضلت أن
أكرمك بالجوال وإذا أسأت السلوك سأقوم بسحبه منك :.".

ونؤكد على عدم وضع أي كلمات سرية للأجهزة الذكية من قبلهم،
فهذا ممنوع وغير مناسب.
وفي حال وجودها يجب على الأهل أن يكونوا على علم بها، وهناك
فيديوهات كثيرة لضبط وقت استخدام الجوال، وأنصحكم بمتابعة
التقني عبد الله السبع فلديه الكثير من الشروحات .

أخيراً أظهروا حبكم واهتمامكم بأبنائكم، وغلفوا الحزم بحب لأن
السلطة القاسية لا تجدي نفعاً في بعض الأحيان، والمراهق بحاجة
مستمرة للحب والعطف عوضوه بأسرع وقت وبأكبر كمية.

اترك تعليق