” القيم قبل الأشياء الثمينة..”

سبق وتحدثنا أنه هناك أهدافاً واضحة يجب أن نكون واعيين لها خلال تربيتنا لأبنائنا، وهي رسائل علينا العمل عليها من خلال مواقفنا اليومية معهم.

وعندما يكبر أبناؤنا وينطلقون إلى الخارج ستلتبس عليهم بعض المفاهيم، فيعتقدون أن أصحاب المال هم أصحاب القوة والنفوذ، فيصبح كل ما عليهم هو جني المال للحصول على حياة كريمة. لذا علينا أن نعلم أبناءنا أن القيم تأتي قبل الأشياء الثمينة، ومع أننا علمناهم بضرورة أن يكونوا منتجين ولكن هذا لا يعني أن يكونوا ماديين، يلهثوا وراء المال، وهنا يجب أن يميزوا تماما بين المُنتِج والمادي. وبهذا فنحن نرفع أهمية القيم والمبادئ بالحياة قبل الممتلكات الملموسة والمشتراة، وفي الواقع فإن أغلب الناس الذين لديهم ممتلكات كانوا قد عززوا سابقاً القيم والمبادئ، لأنه لا يمكن لك الوصول دون قيم ومبادئ وأخلاق.

يجب أن نعزز هذا المفهوم فهو بمثابة الأساس والترتيب الأخلاقي الذي لا تستطيع أن تستمر بدونه.

ونربطها بالسبب والنتيجة، فمن يزرع خيراً سيحصد خيراً فالذي تعب وأنتج وكان هدفه تحت قيم وأخلاق صحيحة مغلف بالدين وتعاليمه أكيد سيستمر وإلا فلن يُوفَق في حياته ولا أيامه ولا ممتلكاته ولا أمواله.

هذا المفهوم وغيره من المفاهيم التي ذكرناها سابقاً ستفتح ذهن المراهقين وتنقلهم لمرحلة متقدمة عن أقرانهم، وتكمن جمالية هذه المفاهيم والحديث عنها عندما نتكلم عنها بجلسات هادئة، ونتبادل فيها الكلام و ألا تكون مجرد درس نظري يسمعه ابننا، ولا مانع أن نذكر أبنائنا بهذه المفاهيم عندما يتطلب الأمر لتثبيت القيمة المرجوة.