الأقسام: للأهل

بواسطة: قبس

مشاركة

الأقسام: للأهل

بواسطة قبس

مشاركة

 

ثلاثة استراتيجيات لإنقاذ الأهل من الإحباط

 

كثيراً ما ينتاب المراهق مشاعر عدم الرضا، والحزن خلال فترة المراهقة، هذه المشاعر التي تنعكس سلباً على الأهل مما يؤدي إلى زيادة الضغوط عليهم، ومعاناتهم من الإحباط لعدم قدرتهم على مجاراة المشاعر السلبية لابنهم المراهق.

 

لو راقبنا سلوكياتنا مع أبنائنا ونحن في خضم المهام التربوية التي نقوم بها، سنتفاجئ بكم الأمور التي نتصرفها دون وعي، وغالباً لا أهمية لها ولسنا مطالبون بالقيام بها.

 

فوجود مراهق في المنزل يجعلنا نصرف وقت وجهد أكبر في تربيته، والتأكد من أنه سعيد وبخير. ومع ذلك فالمراهق ليس مقدر لحجم التضحيات التي يقدمها الأهل له.

لذا سنتحدث في هذا المقال عن ثلاث استراتيجيات لإنقاذ الوالدين والتي ستساعدهم في القضاء على الإحباط خلال فترة تربية المراهق:

 

– الإستراتيجية الأولى: هي أخرج نفسك من دائرة إرضاء ابنك المراهق وإسعاده ، فكثير من الأهل يوظفون أنفسهم تحت مسمى وظيفي اسمه (إسعاد ابني المراهق)، واليوم أقول لك: قدم استقالتك من هذه الوظيفة، لأنه لا يوجد وظيفة بهذا المسمى، وليس من الضروري أن يكون ابنك سعيداً طول اليوم.

أنت تقوم بواجبك كأب أو بواجبك كأم، من خلال تواجدكم الدائم معه والتدخل وقت الحاجة.

ومن الطبيعي ألا يكون ابنك أو ابنتك سعيدين، وألا نلبي كل طلباتهم لكي يرضوا عنا، لأنكم بهذا تحملون عبئاً كبيراً يفوق طاقتكم. ويكفي أن تقوموا بدوركم بشكل متوازن.

وقد شهدت أكثر من مرة مواقف كهذه عندما يشعر المراهق أن أهله سعداء لأجل سعادته، ويبتسمون لابتسامته، يتراجع عن إظهار شعور الرضا والسعادة. وكأنه لا يريد لأحد أن يراه سعيداً، وهذا طبيعي لأن فترة المراهقة تتضمن مجموعة من المشاعر المتناقضة والتي يصعب تفسيرها.

لذا دعونا نتخيل كمية الهدوء النفسي التي سنعيشها كأهل، عندما أقول إسعاد ابني أو ابنتي ليس من وظيفتي. لذا اطردوا أنفسكم من هذه الوظيفة ولا تحملوا أنفسكم أعباء لا فائدة من القيام بها .

 

– الإستراتيجية الثانية لإنقاذ الأهل من الإحباط هي طرد ابنك المراهق من وظيفة التأكد من أنك سعيد، كثير من الأهل يثقلون كاهل أبنائهم بهاجس ” أبي ليس سعيداً بسبب.. أو أمي نامت وهي منزعجة مني.. ويجب أن تكون أمي راضية عني طوال اليوم..وإن لم ترضى فلن تصطحبني معها إلى التسوق، أو لن تدعني أذهب مع صديقاتي ..”.

فيعيش الابن في دوامة من الهواجس والأفكار والهموم.. فليست وظيفته إسعادك، و ربط المهام اليومية بالرضا والسعادة مفهوم خاطئ. ومع مرور الوقت سيشعر الأهل والابن بالإحباط.

 

عزيزي المربي كن أنت المسؤول عن إسعاد نفسك، فبدلاً من أن تقول لابنك المراهق: ” سأكون سعيداً لو كانت حصيلة درجاتك المدرسية كاملة، وسأحزن كثيراً لو قلَّت عن الدرجة الكاملة.. وبدلاً من ذلك، من الممكن أن تقول له سأكون فخور بك لو حصلت على الدرجات الكاملة، وعليك يا بني أن تكون فخور بإنجازك واجتهادك أيضاً، وإذا أخفق في الحصول على الدرجات الكاملة أخبره بأنه ربما يكون محبطاً أو هناك مشكلة لديه يجب حلها”.

فالمهم أن نكون متأكدين ألا نربط سعادتنا بتصرفاتهم لكي لا يصبح إرضاءنا هاجساً بالنسبة لهم.

 

– الإستراتيجية الثالثة لإنقاذ الأهل من الإحباط هي: أن تتقبل ابنك كما هو، وتستمتع بتربيته، وقضاء أوقاتك معه بغض النظر عن مدى رضاك عن شخصيته أو تصرفاته.

فكثيراً من الأهل يرفضوا الاستمتاع بابنهم المراهق أو ابنتهم المراهقة نظراً لعدم رضاهم عن سلوكهم وتصرفاتهم، وتشتعل بينهما معارك كثيرة تجعل هناك فجوة في العلاقة بينهما قد تستمر لسنوات عديدة.

فالأهل لم يتقبلوا أن ابنهم قد كبر من طفلٍ صغير إلى مراهق بشخصية مستقلة ، بأفكار وقرارات خاصة به.

 

ولابد للإشارة إلى أن هناك خطوطاً حمراء سبق وأشرنا إليها كالصلاة والدراسة على المراهق أن يحترمها ولا يتخطاها. ونحن نحاول أن نعززها في ذهنه من خلال الحوار المتبادل والكلمة الطيبة والتشجيع المستمر.

إذاً عليكم ألا تقرنوا رضاكم وعدمه بتصرفات ابنكم لأنكم ستحرمون أنفسكم فرصة الاستمتاع بفترة مراهقة ابنكم، وستشعرون بالإحباط المستمر.

 

ومن الممكن أن تدخلوا في تحدي مع أنفسكم بأن تتقبلوا أبنائكم كما هم مدة خمسة أيام متتالية، ومن المؤكد أنك ستسأل نفسك أسئلة مختلفة، وترى الأمور من منظور مختلف، وتحاول أن تبرر تصرفاتهم.

وهذا هو التغيير المطلوب، أن ترى ابنك المراهق من منظوره هو وليس من منظورك، وستتقبل اختياراته، وتحترم قراراته، وتحبه مثلما هو، وستشعر بالسعادة والرضا اتجاه ابنك وستقلص نوبات الإحباط التي تنتابك.

 

وفي النهاية فإن تطبيق هذه الاستراتيجيات الثلاث سيتطلب منك المزيد من الوقت والتدريب، لذا لا تقللوا من أهميتهم، وذكّروا أنفسكم ودعوا أزواجكم يذكروكم عندما تقعون في فخ واحدٍ منهم، لأنه من الممكن أن تنسوا بسهولة، وتعودوا للعيش في دوامة الإحباط. لذا كونوا واعيين بأنه لا يوجد أحد مسؤول عن إسعاد الآخر، أحبوا أبنائكم وتقبلوهم وعندها الأمور ستسير في المسار الصحيح.

اترك تعليق