الأقسام: للأهل

بواسطة: قبس

مشاركة

الأقسام: للأهل

بواسطة قبس

مشاركة

 

ما هي التربية المتزنة، ودورنا كمربين في تحقيقها

تتحقق التربية المتزنة بتحقق القاعدة الذهبية والتي توضح أهمية التوازن
بين كفة الحب وكفة الحزم ، ويجب أن تطغى كفة الحب طوال اليوم أثناء
تعاملنا مع أبنائنا ، في حين أنه من الضروري استبدالها بكفة الحزم عند
الحاجة لذلك . ففي كفة الحب تتجلى العلاقة الجميلة التي تبنيها يوماً بعد يوم
مع ابنك من خلال الصبر، والحوار اليومي، القبلات، الضحك، العناق،
نظرات الإعجاب، المسامحة، ووجود وقت خاص بينكم، وباختصار فكفة
الحب يندرج تحتها المواقف الجميلة والمحببة لك ولابنك..
أما كفة الحزم، فتتسم بالصرامة، الحزم، وضع واحترام قوانين المنزل،
الحياة العامة، الالتزام، وضبط الأمور عند الحاجة، والجدية في أمور الحياة
الصعبة وإعطاءها الاهتمام اللازم، وعدم التراجع عند الحاجة لتعديل
السلوك، كذلك الانضباط وقت الدراسة وإنجاز المهام.
في كفة الحزم لا يوجد أي من أساليب العنف كالضرب أو الصراخ أو
التحطيم النفسي أو التنمر لأنهم لا ينتموا لأي جانب تربوي، ونحن كخبراء
ضدهم تماماً.
والحزم يجب أن يكون بشكل راقي يضمن كرامة الابن، ولتوضيح ذلك
سأقود لكم هذا المثال:" عندما يعود ابنك المراهق متأخراً إلى المنزل فنقول
له تعال يا ابني أنت خالفت قوانين المنزل فنحن متفقين أن تعود الساعة
الفلانية فكيف تتأخر؟ ونظراً لمخالفتك قوانين المنزل فاختر واحداً من هذه
الخيارات إما ألا تخرج مع أصحابك في المرة القادمة، أو سآخذ هاتفك لمدة
يومين، أو أن تحفظ سورة من القرآن الكريم.. اختار ما يناسبك لنحل مشكلة
تأخرك البارحة؟.
و تحقيق التوازن بين هاتين الكفتين ضرورة مهمة للغاية ، فنحن لو منحنا
أولادنا من كفة الحب ولغينا كفة الحزم ابنك سيصبح خالي من المسؤولية ،
تافه ، دلوع، غير جاهز للخروج للحياة الصعبة التي تحتاج شاب نشيط

واعي متفتح و مهيء ليتكلم مع الرجال ويناقشهم وبالتالي لن يكون قادراً
على أن يفتح منزلاً ويكون مسؤولاً عنه.
كذلك بالنسبة للفتاة لن تكون شخصيتها قوية، قادرة على مواجهة المجتمع ،
فاهمة لمتطلبات الحياة، وبالتالي لن يكون بمقدورها أن تصبح أماً وزوجة
تتحمل مسؤولية العائلة دون أن تنهار بعد أول مولود.
وفي حال رجحت كفة الحزم فابنك سيقع تحت ضغط كبير من الصرامة
الفارغة من الحنان والحب والعطاء، وتنمو لديه خصية منكسرة، مترددة،
مهزوزة الثقة، وسيمتد أثرها خارج المنزل لو كان تنمر عليه الأطفال في
المدرسة فسيستسلم لهم لأنه لم يعتاد على الرد ، إذا كان أغلى الناس والذين
هم أهله يتنمرون عليه طوال الوقت!!
لذا يجب علينا كأهل ومربين أن نهيء أولادنا للمستقبل وألا نوهمهم بأن
الحياة كلها وردية. وأن نمدهم على الدوام من كفة الحزم والمسؤولية
بجرعات تجعلهم يتعايشون مع مواقف بسيطة من الواقع تجعلهم يتعاملوا
معها.
انتظروا جديدنا على منصة قبس مع مقالات علمية ممنهجة يخطها أفضل
خبراء ومستشاري التربية وعلم النفس..

اترك تعليق