بواسطة: قبس
مشاركة
بواسطة قبس
مشاركة
” مظاهر انفصال المراهق عن والديه “
تردني الكثير من الاستشارات عن مراهقين يعانوا أهلهم من تغيرهم المفاجئ والكبير، لدرجة أن الأهل لم يعودوا يعرفون أبنائهم و يقولون لي : ” لم يعد هذا الشخص ابني أو ابنتي”.
وتعبر سلوكيات المراهق عن انفصاله عن عائلته، وابتعاده شعورياً وحضورياً عنهم، وعدم اهتمامه بمشاعر الأخوة الأصغر منه، ومن الممكن أن تتطور سلوكياته لتصل بعدم اكتراثه بمشاعر الأم أو الأب، وتبدو عليه مشاعر الغضب نحو والديه.
كذلك يحاول المراهق في هذه الفترة أن يصرف وقتاً طويلاً لوحده مع أجهزته أو أصدقائه، ليرتاح من المواجهة مع الأهل وتلبية طلباتهم، بينما تجد أن هناك مراهقين قد وصل بهم الضياع إلى أنهم لم يعودوا يندمجوا مع أهلهم ولا أحاديثهم، ولا اهتماماتهم.
ويعاني معظم المراهقين من عدم تحملهم للمسؤولية، ولا حتى مسؤولية أنفسهم ، أو مسؤولية مهام بسيطة في المنزل.
تُرى ما هو سبب هذا الضياع، وهل وصل المراهق لهذا التحول الكبير دون أن يشعر أهله بذلك؟ أم أنه حدث فجأة؟..
دعوني أخبركم بأن هذه الفجوة الكبيرة كانت صغيرة وتطورت مع مرور الوقت، دون أن تشعروا بها.
ولن ألقي اللوم على الأهل، إنما هو سبب عدم معرفة أو عدم انتباه و وعي للتصرفات التي نقوم بها هي التي تسببت بتوسيع هذه الفجوة.
بالطبع لدينا دور أساسي وكبير في نفسية أبنائنا المراهقين، فما بالكم بمراهق بالأصل يمر بمرحلة بلوغ ولخبطة هرمونات، وتدني بالثقة بالنفس، وتوتر بتكوين الصداقات، وهموم الدراسة والمستقبل، من الطبيعي أن تكون سلوكياته متناقضة وغريبة. و يظهر لديه بعض المظاهر التي لا نرضاها. وهنا يبرز دور إبداع الأهل بتقديم الدعم وفهم نفسية المراهق والتفهم الشديد لظواهر هذه المرحلة.
تابعونا في المقال التالي لنتكلم بالتفصيل عن الوسائل والأساليب التي تمكن الأهل من تقريب المسافة بينهم وبين ابنهم المراهق.