بواسطة: قبس
مشاركة
بواسطة قبس
مشاركة
متى يصبح تدخل الأهل ضرورة حتمية ؟
تتطلب فترة المراهقة من الأهل المزيد من الملاحظة والتركيز لسلوك أبنائهم. فأي مبالغة في السلوك السلبي للأبناء هو بمثابة إشارة خطر حمراء وجب الوقوف عندها ومحاولة معرفة أسبابها وإيجاد الحلول المناسبة.
فلا شك أن حرصنا كأهل يجعلنا نتابع أبنائنا طوال الوقت، لكن هناك مؤشرات محددة إذا زادت عن حدها الطبيعي يجب أن نوقف المراقبة ونسارع بالتدخل.
صحيح أننا نفضل تعزيز الاستقلالية عند أبنائنا، بأن يحاولوا الاعتماد على أنفسهم وحل مشاكلهم بمفردهم.
لكن بالتأكيد هناك إشارات حمراء سنتعرف عليها من خلال هذا المقال وهي :
– أولاً: عدم الرغبة بالأكل، من الطبيعي ألا يكون لدى ابنك المراهق شهية للأكل، لكن إذا استمر هذا السلوك وبدأ وزنه بالنزول بشكل ملحوظ، وذلك بسبب حدوث تغير في حياته أثر عليه وعلى نفسيته، وبالتالي على أكله وجب عليك التدخل، وهذا واحد من الإشارات الحمراء، ويكون التدخل بتقديم الأكلات التي يحبها، ووضع برنامج غذائي متكامل له.
– ثانياً: الانعزال المستمر، عندما تجد ابنك أو ابنتك في غرفهم طوال الوقت، ولا يصرفوا وقت كافي مع العائلة، ممكن أتفهم أنهم بحاجة إلى وقت خاص، لكن الانعزال المستمر، أمر مقلق.
فالانعزال وإغلاق الغرفة وحتى قفل الباب لساعات طويلة، يجعلك تشعر بأنه سيقوم بأمر لا يود أحد معرفته، كمشاهدة مقاطع سيئة أو محادثة أحد ممنوع التحدث معه، أو أن يدخن ، أو أنه مدمن لأي سلوك سيء لا يريد أن نعرفه. الخيارات كثيرة فهو مراهق ولديه المكان والوقت الكافي لفعله.
وربما تراوده أثناء عزلته الأفكار السلبية عن نفسه و عن حياته و شكله، فمثلاً: يحسب أن شكله غير مقبول، أو أنه مكروه، ولا أحد يهتم به.
كل هذه الأفكار تعزز تدني ثقته بنفسه، بسبب انعزاله. وهنا واجبنا التدخل بوضع قانون لعدم إغلاق الباب إلا وقت تغيير الملابس لأننا بحاجة إلى السترة والعزلة.
– ثالثاً: تدني تحصيله المدرسي، لو كان معدل درجات ابنك من متوسط إلى جيد ووجدت أنه بدأ ينخفض فوجب عندها تدخل الأهل ، تُرى هل هذا العام الدراسي صعب؟، هل لأن المدرسة جديدة عليه ؟ هل المدرسين غير متمكنين من الشرح للطلاب؟ أم أن ابننا يمر بحالة نفسية شكلت عليه ضغط نفسي كبير ولم يعد بمقدوره التركيز؟، وهل رافق تدني الدرجات فقدان الشهية والعزلة؟.هذه الأسئلة مهمة.
وعندما تكون معظم الأجوبة صحيحة عن هذه الأسئلة، وجب التدخل والحوار ومحاولة فهم ما يحدث مع ابنك.
ولو لم تستطع حل هذه المشكلة فعليك الاستعانة باستشاري متخصص.
– رابعاً: علاقته بالأصدقاء، إن كان ارتباط ابنك المراهق بأصدقائه وثيقاً، أو ابتعاده عنهم بشكل ملحوظ، أي زيادة بالأمرين هو شيء لابد من متابعته، لا يحبذ معظم الأهل أن يخرج ابنهم مع أصدقائه بشكل يومي، ويسهر معهم لأنهم لا يضمنوا ما يحدث معهم بالشارع!
أما في حال كان الأهل على علم ومعرفة بنوع النشاط والمكان الذي يقصدونه فلا مشكلة في ذلك، على سبيل المثال: لعب كرة القدم في النادي، أو حفظ قرآن، أو الانتساب لنادي الكتاب، هذه النشاطات المفيدة لاشك أنها ستلقى دعماً من قبل الأهل على عكس النزول إلى الشارع بدون هدف بالتأكيد أمور غير مرغوبة.
عزيزي المربي إن ابنك المراهق أو ابنتك المراهقة بحاجة لأن يطوروا مهاراتهم الاجتماعية ولا ينعزلوا عن الأصدقاء، فعندما ألاحظ ابنتي قد انعزلت عن مجموعة صديقاتها فهذا مؤشر يجعلني أتدخل وأوازن الأمور.
فمن الممكن أن أدعو صديقات ابنتي إلى عزومة عندي في المنزل، أو أشجعها للخروج معهم وأنا أخرج مع أمهاتهن. يجب أن يكون لدى المراهق أصدقاء وعلينا أن نحرص على الصحبة الصالحة.
– خامساً:التصرفات العامة، حينما تتغير تصرفات ابنك أو ابنتك بشكل جذري، فهذه إشارات استفهام حمراء لها دلالاتها ويجب التدخل، على سبيل المثال: شاب مراهق كان يصلي، ومن ثم صلاته أصبحت متقطعة، فتاة مراهقة كانت تحب الخروج برفقة والدتها ولم تعد تود الخروج خارج المنزل، شاب يفضل العزلة ولم يعد يستمتع بالخروج برفقة أصدقائه أو أسرته، إذا رافق هذه السلوكيات لخبطة بالنوم، مع فقدان شهية وصمت مستمر، حينها أنت بحاجة لاستشارة مختص.
مثل هذه الأعلام الحمراء التي تظهر على سلوكيات المراهق كثيرة نذكر منها :الانعزال، البكاء بدون سبب، سرحان دائم، فقدان شهية شديد ومتواصل، قلة في الكلام أو التواصل، تفكير دائم، تدني في الدرجات المدرسية، عدم اكتراث بالمظهر الخارجي، خروج من المنزل لساعات طويلة، عصبية على أسرع الأخطاء.
إذا ظهرت هذه الأعلام الحمراء وحاول الأهل التدخل وإيجاد الحلول ولم يحصلوا على فوائد مرجوة يجب الاستعانة بمختص نفسي لأن النتائج السلبية ستتفاقم للأسوأ.
للأسف هناك حالات من المراهقين بدأت مشاكلهم بفكرة وتضخمت للأسوأ فالأسوأ، وبعدها وصلت للاكتئاب ثم الانتحار فلا تستهينوا بالأمر.
انتبهوا لسلوكيات أبنائكم وراقبوا تصرفاتهم، وتابعوا أحداث يومهم ولا تنشغلوا عنهم…
وانتظروا جديد مقالاتنا …