بواسطة: قبس
مشاركة
بواسطة قبس
مشاركة
ماهي أسباب الغضب عند المراهقين؟
مشاعر الغضب هي مشاعر طبيعية تنتاب المراهق خلال فترة المراهقة، فمن الممكن أن يكون لديه مشاكل في التعبير عن مشاعره، ولا بأس بأن نعلمهم وندربهم، وهذا دورنا كأهل، فمن حقهم الشعور بالغضب والتعبير عنه، ومن حقهم علينا أيضاً التفهم والتقبل لهذه المشاعر. والبحث عن مسبباتها.
ومن خلال هذا المقال سنسلط الضوء على هذه المسببات لأنه من الممكن أن يكون لنا دور كبير في مساعدتهم بتهدئة الأمور:
– أولاً: غضب طبيعي.. تزداد نوبات الغضب خلال فترة المراهقة، بسبب التغير السريع بمستوى النمو الجسدي والفيزيولوجي، والانفعالي، والعقلي، والاجتماعي، والتغير الهرموني، ناهيك عن مرور المراهق بأزمة الهوية، وتدني الثقة بالنفس، ونقص الخبرة، وعدم النضج العقلي. فكل هذه الدوامات والصراعات في عقله، ستجعله على حافة الشعور بالغضب بأي لحظة. ودورنا هنا أن نتفهم وضعه، لمساعدته في التقليل من نوبات الغضب.
ثانياً: زيادة قسوة الأهل، شعور الضغط والمتابعة من قبل الأهل على المراهق ستضاعف عنده نوبات الغضب بأول فرصة لينفجر صمام الأمان وينفث النار التي بداخله. لذا نتمنى من الأهل أن يراجعوا قوانينهم، ومعاملة أولادهم باللين والعطف لأنه سيأتي عليهم يوم و ينفجروا.
– ثالثاً: الدلال الزائد، لا ينصح بتلبية كل رغبات المراهق، لأنه بأول موقف سيحبط فيه، وستعتريه نوبات الغضب فيثور ويوبخ ، ويكسر، ويتلفظ بكلمات قاسية دون أن يفكر في مشاعركم، لذا و لطالما أكدنا على التوازن بين كفة الحب وكفة الحزم، ضعوا قوانينكم من أول يوم ولا تلبوا رغباته كلها، وطبيعي جداً أن يريد شيئاً ولا يحصل عليه.
– رابعاً: الإهمال، شعور المراهق بأنه غير مهم، ولا أحد يدعمه أو يحترمه، ويتم تجاهل مشاعره إن كان متحمساً. فلا أحد يشاركه فرحته، أو إذا كان حزيناً فلا يوجد من يسمعه. هذا الشعور قاتل، ونتيجته الحتمية هي نوبات الغضب التي تعتري المراهق لذا علينا أن نكون أهل حقيقيين، وندعم بعض ولا نكون فتيل لقنبلة من الغضب بإيدينا.
– خامساً: أسباب من خارج المنزل، وهي كثيرة ومتنوعة كصديق مزعج، أو مدرس يظلمه في منح الدرجات، أو شاهد حادث سير في طريقه، أي أمر ممكن يكبته المراهق سيفجر قنبلة غضبه على أفراد أسرته.
– سادساً: أسباب عضوية، مشاكل صحية يجب التأكد منها، كالسمنة المفرطة فهو جائع دائماً والجائع غاضب، وكذلك اضطراب النوم، الصداع، سوء الهضم، الدورة الشهرية لدى الإناث، نقص الحديد، زيادة نشاط في الغدة الدرقية، حبوب الشباب، وتعاطي المخدرات أو التدخين.. إذا عانى ابنكم أي من هذه الأمور فوجب علاجها فوراً من قبل مختصين.. فلا تتهاونوا.
– سابعاً: مشاكل أسرية، إحدى أسباب غضب المراهق وجود مشاكل أسرية، مثل الصراع بين الأب والأم، أو طلاقهم وعدم استقرار الأسرة، ووجود تفرقة بالتعامل بين الأخوة، أو وجود مشاكل بشخصية الأب أو الأم ويكونوا هم عصبيين وسريعين الغضب لأي سبب.
عزيزي المربي هناك فكرة جميلة تتابع بها تصرفاتك، وهي أن تقوم بإحصاء عدد المرات التي عصبت بها على ابنك خلال الأسبوع كتدريب، تقوم بعمل جدول يتضمن خمس خانات يبدأ بعدد أيام الأسبوع مثلاً: يوم الأحد، ووضع عدد مرات العصبية في الخانة التالية، والخانة التي تليها نضع سبب الغضب، وبعدها تذكر تصرفك خلال نوبة الغضب كأن تكتب أنك أسرعت بالسيارة، وفي الخانة الأخيرة تقوم بكتابة تكتب بدائل التصرف الغاضب.
هذا التمرين يدرب نفسك، وسيلحظ ابنك هذا التطور في إدارة الغضب لديك، وبالطبع فإن ميزة هذا التمرين يجعلك تشاهد التحسن الملحوظ بعينيك ، وكيف تنخفض نوبات الغضب ، وتغير ردات فعلك التي ستكون أكثر هدوءاً اتجاهها
أخيراً بعد أن لخصنا أهم مسببات الغضب لدى المراهق، فمهمتكم الآن كأهل أن تبحثوا عن السبب، وتتفادوه وتعالجوه، ولو كان هناك مشكلة من الناحية الأسرية كمشاكل زوجية بين الوالدين، ولم تستطيعوا أن تجدوا حلول بأنفسكم فننصحكم بالاستعانة بمستشار أسري ليساعدكم، وإلا فستخسرون العائلة بأكملها..ولو كان لدى الأم أو الأب مشكلة بالعصبية فمن الضروري معالجتها.
انتظروا مقالنا القادم لنقدم لكم كيفية علاج نوبات الغضب التي تعتري المراهقين، ودورنا كأهل في إخماد نيرانها.