بواسطة: قبس
مشاركة
بواسطة قبس
مشاركة
” ماذا لو اكتشفت أن ابنك مدخن؟ ”
التدخين هو المتعة المحرمة، التي ابتلي بها الكثير من الناس، وهي إحدى المشكلات التي يعاني منها الأهل عند بلوغ أبنائهم سن المراهقة، بالتأكيد يجب أن نحرص ونشدد على عدم تدخين أبنائنا خلال هذه المرحلة.
و إن اكتشفت أن ابنك المراهق يدخن أو ابنتك المراهقة تدخن السيجارة الالكترونية، هل هذا نهاية العالم، هل أنا أسوأ أم أو أسوأ أب بالدنيا؟..علينا أن نيقن بأنه خطأ وهو أمر لا نحبذه وسنعمل على تعديله، لكن لن أتبرئ من ابني بسببه، ويمكن ردة فعلك الراقية تفتح بوابة لإقلاع ابنك عنه.
في هذا المقال سنتكلم عن التدخين ليشمل كلاً من (السيجارة والأرجيلة والسيجارة الإلكترونية المعروفة بالvabe)
وأود أن أشير إلى نقطة غاية في الأهمية بأن تربية المراهق لا تكون وليدة اللحظة، إنما تبدأ منذ طفولته، وسأتكلم عن محطتين بالنسبة لابنك : المحطة الأولى، وتشتمل على البيئة المحيطة بالطفل، وعلاقة الأهل بالطفل منذ الصغر، ففي مرحلة طفولة كان هناك عدة أمور ترسخ في عقولهم، وقيم تزرع في نفوسهم، تُرى هل كانت البيئة المحيطة بهم تشجع على التدخين، وهل والديه يدخنان؟
ففي أغلب الأحيان المراهق المتعرض لبيئة مدخنة منذ طفولته سيكون عرضة أكثر لأن يدمن التدخين من المراهق الذي لم يتعرض في طفولته لبيئة مدخنة.
لذا نحن نحرص على أن نهيئ أفضل الظروف لنسير بالطريق الصحيح ونزرع الأسس الأقوى لأنها بإذن الله تتصدى أكثر من غيرها.
فعلى سيبل المثال: عندما تعرض فكرة التدخين أمام ابنك المراهق، هل أضاء المصباح الذي في رأسه ضوءاً أخضر؟ وهو أن الموضوع عادي بالنسبة له، وطبيعي لأن والديه مدخنان، أم أضاء باللون الأحمر وهذا دليل على أن فكرة التدخين غير محبذة وغريبة ومستهجنة ورائحتها مستنكرة. أو أن المصباح لم يضيء أصلاً ذلك لأنه لم يعيش في بيئة مدخنة.
أما عن علاقة الأهل بالطفل من الصغر إن لم تكن مبينة على الاحترام والتقبل والدعم والاستماع والتواجد المريح، -هذه الكلمات الصغيرة في الكلام الضخمة في المعنى- سيكون هناك مشكلة كبيرة في العلاقة، وإذا كان في مشكلة في العلاقة خسرنا عنصر أساسي للمحطة الثانية والذي هو الحوار لحل مشكلة التدخين، عند المراهق أو المراهقة، لذا نحن محتاجين لأن نبني علاقة جميلة مع أطفالنا من أيام عمرهم الأولى ..
لا للنقد لا للمقارنة لا للصراخ المزعج.. ونعم للاستماع، نعم للحوار، نعم لوضع القوانين والالتزام والحزم، نعم للعب معهم، نعم لتقبلهم كما هم، نعم للحب ونعم للصبر..
وهكذا فإن تربيتك تتقلب بين كفتي الحب والحزم بتوازن وهذا المطلوب لتربية سوية وصحية.
بالنسبة للمحطة الثانية: وهي أنك تعاني من مشكلة ابنك المراهق مدخن، أو ابنتك المراهقة مدخنة.
في هذه المحطة سنؤكد على مفهوم القدوة، فإن كان الأب أو الأم مدخنين فهناك مشكلة حقيقة في الرسالة المتناقضة التي نقوم بإرسالها للمراهق.
وحتماً ستكون مبرراتك مرفوضة وغير مقنعة لابنك المراهق. أبنائكم هم انعكاس طبيعي لأفعالكم فإن كنتم حريصون على مراهقين غير مدخنين عليكم أن تراجعوا فكرة التدخين المستمر في منزلكم.
ولكن كونك أب مدخن أو أم مدخنة لا يجعل منكم أب أو أم سيئين.. ولا تصنف نفسكَ، أو نفسكِ تحت قائمة أنكم أهل غير كفؤ فقط لأنكم مدخنين، أنتم آباء تقومون بسلوك لا يعتبر قدوة لأطفالكم وغير صحي وغير محبذ فعله. وبإمكانكم التغلب عليه كما تغلب الأب العصبي على عصبيته.
أما إن كان الأهل غير مدخنين، واكتشفوا تدخين ابنهم أو ابنتهم فإن الأمور ستكون أصعب بالنسبة لهم في تقبل وجود مراهق مدخن، وسيكون بمثابة الطعنة الكبرى من ابنهم بسبب هذا الفعل الذي طالما حرصوا على عدم القيام به، واستنكاره في منزلهم، ومن الممكن أن بعض الأهالي لم يدعوا إلى منزلهم الناس التي تدخن حرصاً على أولادهم. ولكن من الممكن أن صديق واحد يقنع ابنك بتدخين سيجارة خلال أسبوع واحد أو أقل من ذلك. لذا علينا كأهل أن نهدأ ونأخذ نفس عميق كأول خطوة لحل هذه المشكلة.
أما بالنسبة للخطوة التالية فهي المصارحة، وهناك نوع من الأهل لا يحبذون مصارحة أبنائهم، ويتركوا الأمور على ما هي طالما أبنائهم يهابونهم ولا يدخنون داخل المنزل.
لكن أنا ضد هذه الفكرة، أنا مع المصارحة، ومع أن نصارح المراهق أو المراهقة وتخبره بأنك اكتشفت أنه يدخن، وتعطيه الدلائل فوراً ولا تعطيه فرصه للهروب أو الكذب، وقل له أنك تود أن تأخذ رأيه بالموضوع هل هذا الأمر محبذ؟
وحاول أن تكتشف مدى إدمان ابنك أو ابنتك عليه، والإدمان هو انشغال الذهن بالأمر طوال الوقت، فلو كان الأمر مازال تحت السيطرة فهذا يعني أن الأمور بخير و ما عليك سوى أن تفتح باب الحوار بشكل هادئ وراقي وتؤكد له أن هذا الأمر غير مقبول في المنزل، وأنك ستساعده للتخلص من هذه العادة.
وبإمكانك مساعدته بدون مختص أما لو كان مدمناً فإنك بحاجة إلى مختص ومرشد نفسي.
تابعوا جديد مقالاتنا على منصة قبس لتستفيدوا من المعلومات القيمة التي يقدمها لكم مجموعة من الاستشاريين النفسيين.