لنرسخ مفهوم الاختيار لدى أبنائنا المراهقين

مفهوم الاختيار من المفاهيم التي يجب أن نعود ابننا منذ
طفولته على وجودها، فهي تمنحه مساحة لإبداء رأيه والتعبير
عما يجول في عقله. فبإمكانك أن تخير ابنك بأن يلبس قميصه
الأصفر أو الأزرق، وهكذا..
وينمو مفهوم الاختيار مع نمو ابنك فعندما يدخل مرحلة
المراهقة يتوسع مفهوم الاختيار لدى ابنك ودورنا كأهل أن
نوضح أهمية اختياراته وعواقبها. وننوه إلى أن هذه الخيارات
المتوفرة يجب أن تكون ضمن الإطار الذي يتناسب مع الدين
والعرف والقيم.

فالاختيار يجعل المراهق مسؤول تماماً عن قراراته
وسلوكياته، ويتحمل عواقب الأمور التي سيختارها.
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نحدد الاختيارات والبدائل؟..
وكيف نعرف أنها ستناسبه وتناسبنا؟.. والجواب هو التوازن ،
فالتوازن مطلوب ليجمع بين عقل الأهل وقلب المراهق،
وعلى الأهل أن يكونوا واعيين في طرحهم للخيارات لأنهم
بمثابة السلطة العليا والقرار لهم، وكذلك يجب أن يراعوا
مشاعر أبنائهم واهتماماتهم. و لا يكونوا مفرطين ومتسيبين
للقوانين الضابطة.

سنورد مثال على قوانين المنزل ومن الممكن أن تختلف بين
منزل وآخر: أراد ابني عُمر الذي يبلغ الخامسة عشر من عمره
أن يخرج بصحبة أصدقائه إلى المزرعة بسيارة واحد
منهم، من الظهر وحتى صلاة الفجر.
وبالنسبة لقوانين المنزل خيار أن يخرج بسيارة أحد من
أصدقائه الشباب غير مناسب.. وكذلك التوقيت من الظهر
لصلاة الفجر غير مناسب.
لذا سأناقشه أنا ووالده ونضع الخيارات ونشرح له البدائل.
وسنقول لعمر: "بأننا مهتمون جداً لتخرج بصحبة أصدقائك
ولكن لديك خيار هو إما أن نوصلك من الساعة الثانية عشر
ظهراً وحتى الساعة الرابعة أو الثامنة مساءً، وأما أن تخرج
بسيارة أحد أصدقائك فهذا مرفوض، نحن نعتذر تماماً هذا
الخيار غير موجود لدينا.
ونحن جاهزون لتوصيلك وإحضارك بالأوقات التي تكلمنا
عنها.
وإذا رفضت نوصلك فنحن آسفين، لن تستطيع الخروج
بصحبة أصدقائك، إننا نعتذر
لا نستطيع أن نسمح له بالذهاب وقت طويل مع أصدقائه
والوقت الذي حددناه كافي للخروج. لأنه غير مناسب أن
يقضي وقتاً طويلاً جداً بهذا السن. والمدة الزمنية المحددة له
من قبلنا كافية لأن يقضي بها وقتاً ممتعاً مع أصدقائه. وهنا لا
يتوجب علينا كأهل أن نبررله، وقد قمنا بواجبنا.

ومن الخطأ أن يسعى الأهل لأن يُرضُو أبنائهم بأي طريقة،
فلا تجعلوهم مغضوبين بأيديكم.