الأقسام: للأهل, للمراهق

بواسطة: قبس

مشاركة

الأقسام: للأهل, للمراهق

بواسطة قبس

مشاركة

كيف نعالج نوبات الغضب لدى المراهقين؟

تحدثنا في مقالٍ سابق عن نوبات الغضب التي تنتاب المراهق، وكذلك تحدثنا عن أهم المسببات التي تولد الغضب لدى المراهقين.

وفي هذا المقال سنذكر أهم الطرق لعلاج نوبات الغضب وتقليل حالات العصبية والتوتر عند ابنك المراهق. التي تختلف مع اختلاف السبب.

في البداية يجب أن تكونوا مدركين إلى أنه خلال نوبة الغضب لن تكون لديكم أي ردة فعل سوى أن تكونوا مستمعين، ومهمتكم ستبدأ بعد أن تنتهي هذه النوبة.

ويجب أن يعلم المراهق أن هناك خطوط حمراء يجب ألا يتعداها خلال نوبة الغضب، وهذه الخطوط تذكره بها في وقت هدوئه وليس غضبه، ونذكر على سبيل المثال لهذه الخطوط الحمراء: ممنوع أن يضرب أحد، أو يشتم ، أو يكسر أي شيء من أغراض المنزل.

والمسموح له أن يصرخ، ويعبر عن غضبه، كتعبيرنا نحن عن استياءنا وغضبنا كبشر وباحترام، ومن الوارد جداً أن يتعدى هذه الخطوط ودورنا بالتأكيد سنعاود وضعه في الطريق الصحيح. وتوجيهه ضمن القوانين والخطوط الحمراء حتى لا يتعداها ولو تعداها فهذا أمر غير مقبول.

وهنا نأتي إلى اللحظة الحاسمة وهو التصرف الأنسب بعد نوبة الغضب ونلخصها في خمسة أمور هي :

– أولاً: وظيفتنا الأساسية كأهل هي محبة أولادنا، وإظهار هذا الحب النابع من داخل قلوبنا، سينعكس على كل تصرفاتنا، وسنتقبلهم بكل تصرفاتهم وأشكالهم ونواقصهم. لذا فأول ما تقومون به هو أن تذكرون ابنكم بأنكم موجودين في هذه الحياة أساساً وأولاً وأخيراً لتحبوه وتقدمون له كل أشكال الدعم والمساندة، يجب أن نؤكد على هذه الفكرة لتترسخ في ذهن المراهق.

– ثانياً: يجب أن تكون ردود أفعالكم هادئة، و دائما نؤكد أنه من السهل أن نصرخ ونضرب لكن القوي هو الذي يكون بمقدوره أن يمسك نفسه، ويعطي ردة فعل هادئة، وصوت منخفض، لأن الانفعال القوي سيوحي بأنك ضعيف، وسريع الغضب وبالتالي ستتساوون كلاكما بالغضب، وسبحان الله قالها حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)، دع ابنك المراهق يغضب واستقبل غضبه وامتصه بهدوء.

– ثالثاً: عامل ابنك المراهق بأقصى درجات الاحترام، بالتأكيد هي تتمة لهدوئك، ولكن الأمر يتطلب منك بعض الكلمات الراقية، كل ما عليك قوله: ” أستطيع أن أسمعك وأساعدك ولكن إهدئ فأنا موجود لأساعدك وأقف معك”.

فابنك يعلم أنه بمقدورك أن تصرخ وتضرب وتقول له : ” أنا لا أسمح لك أن تعصب، وتغضب في هذا المنزل وأنا هنا موجود”، وقد يخاف منك، ويسكت ولكن لن يحترمك في حياته، لكن هدوئك وتعاملك المحترم سيجعله مع الوقت يسمع كلامك ويهابك ويحترمك.

عزيزي المربي يجب أن تكون المثال الذي تحب أن يتعلمه ابنك المراهق، والقدوة التي يجب أن يحتذي بها باستمرار، إنها هي فرصتك.. ولا تظن أن هذا ضعف بل قوة.

– رابعاً: لا تدخلوا معه في صراع على السلطة فمن المفروض أنه عارف أنكم الأهل، ويجب أن تكون الحدود واضحة من قبله..

فحينما يتخطى حدوده الحمراء تستطيع وبكل بساطة أن تقول له: ” أنا آسف أنت تخطيت حدود الأدب، لن أستطيع سماعك وتفضل أدخل إلى غرفتك، عندما تهدأ وتستطيع السيطرة على كلامك وتصرفاتك فأنا جاهز لأن أصغي إليك.

ولا تدخلوا بصراعات كثيرة، فقط اقطعوا عليه الطريق ولا تسمحوا له بالتجاوزات.

– خامساً: لاتقفوا في وجه العاصفة وتزيدون الإعصار هيجان، أنتم ستكونوا المتضررون.

وهناك أهل لا يتقبلوا بوجود إبن مراهق غاضب، ولكن الحقيقة أن الإعصار قادم لا محالة، فكل ما عليكم فعله هو أن تتقبلوا هذه الفكرة، لأن عدم تقبلكم سيساهم في زيادة الفوضى، وبالتالي زيادة شدة العاصفة. وفي النهاية أنتم وأبنائكم المتضررون لذا عليكم بالتقبل والصبر.

عزيزي المربي، ابنك الغاضب هو حبيبك وليس عدوك، وتقبلك له هو درس بالأخلاق والصبر. وعندما تحترم شخص غير محترم هو الدرس الحقيقي لأنه من السهل أن تحترم إنساناً محترماً، ولكن من الصعب أن تحترم إنساناً غاضباً.

فردود أفعالنا تظهر عندما يكون ابننا غاضباً، لذا فبعد أن يهدأ، نسمعه ونسرد له كلمات فيها عظة وعبرة، ونسأله عن حلول للمشكلة التي أغضبته. وماذا نستطيع أن نتصرف اتجاهها؟.

هذه الحلول ستجعل الأمور تمشي بمسارها الصحيح بعيداً عن الدوامات والخلافات التي ليس لها داعٍ.. لذا استغلوا نوبة الغضب بزرع القيم الحقيقية.

ونلقاكم مع مقال جديد، ومعلومات تغني حصيلتكم التربوية.