بواسطة: قبس
مشاركة
بواسطة قبس
مشاركة
خواطر مراهق
يتساءل معظم الأهل عن أسباب السلوكيات السلبية لدى أبنائهم
المراهقين، باعتبار أنهم قد وفروا لأبنائهم أسلوب حياة جيد
ومتكامل من منزل نظيف، وأكل منوع، وملابس جديدة،
وجهاز محمول وغيرها من الرفاهيات، وعلى المراهق أن
يكون ممتناً وسعيداً.
ما الذي يريده ابني المراهق مني؟.. وهل عليه أن يفوق
توقعاتي لأني قد وفرت له كل ما يلزمه من وسائل الراحة
والأمان والسعادة؟.
ولكن عزيزي المربي هل سألت نفسك ما الذي يريده ابنك
المراهق منك؟ تُرى هل يصعب عليك مصارحته وسماعه؟..
دعونا في هذا المقال نستمع لبعض خواطر المراهقين التي
تراودهم ويودون البوح بها لأهاليهم.
– الخاطرة الأولى: أريد من أبي وأمي أن يستمعان لي عندما
أخاطبهم دون أن يستخفوا بكلامي، وأن يهتموا لحديثي ويبعدوا
هواتفهم ويحترمان رأيي.
– الخاطرة الثانية: لا أود أن يلوماني على كل أغلاطي وكأني
أتصرفها عمداً، فأنا أحاول أن أعيش وأجرب الحياة وأتعلم من
تجاربي، ويتذكروا كيف كانت مراهقتهم وأخطائهم. أحب أن
يعاملاني على أساس أني شاب يافع وليس طفل صغير ، ففي
كل مرة أسيء التصرف أو أقصر بواجباتي المدرسية يأخذان
مني هاتفي المحمول، فيجعلون زملائي يستهزؤون بي. فكروا
في مشاعري عندها سأكون سعيداً.
– الخاطرة الثالثة: لا أحب أن يكثروا من تعليقاتهم على شكلي
وشعري ونظافتي وملابسي، تعجبني تسريحة شعري، وألوان
ملابسي وربما أتغير فيما بعد لأني أقيم الحسن من القبيح.
– الخاطرة الرابعة: أتمنى من والداي أن يحترمان اختياراتي،
أود أن أمارس رياضة معينة عليهم احترام رغبتي، أود أن
أجرب نظاماً معيناً من برنامج إنقاص الوزن عليهم أن
يحترمان رغبتي، أعلم أنهما يحباني ولكني أحب أن أجرب
وأتعلم.
– الخاطرة الخامسة: المقارنة مع زميل أو صديق أو شخص
ما تجعلني أحقد وأكره الشخص الذي تتحدثون عنه، لذا أتمنى
ألا تقارنوني بأحد فهذا ليس أسلوب تحفيزي ومشجع. بل على
العكس سأصاب بالإحباط وأثبت لكم أني فاشل. فأنا لا أتقبل
شخصيتي في فترة المراهقة، ولدي مشكلة بثقتي بنفسي، وليس
لدي سواكم لتدعموني وتخرجوني من هذه القوقعة الصعبة.
-الخاطرة السادسة: أرى نفسي من منظوري أنني أفضل وأفهم
شخص، ربما لأني مراهق، أنا معتد برأيي .
وتقبلوا أخطائي فأنا لست رجل آلي كل ما أفعله صحيح
ومدروس. وليس بالضرورة أن تكون قراراتي كلها صائبة.
فتقبلوا أن أقصر قليلاً أي أدرس تارة وأستمع إلى الموسيقا
تارة أخرى. صحيح أنكم أهلي ويحق لكم تربيتي لكن هناك
فرق بين لغة النصيحة والكلام الطيب وبين الصراخ والكلام
الجارح. إقنعوني ولا تعاندوني لأني سأعاندكم أكثر.
-الخاطرة السابعة: أنا لست فرصتكم الثانية في الحياة، فإذا لم
تنجحوا في دخول كلية الطب لا يعني أنني سأعوض نقصكم
وأدخل كلية الطب. أتمنى أن تفصلوا حياتكم عن حياتي، وكلما
أحسست أني مسؤول عنها كلما أثبت لكم أنني ناجح وعلى قدر
هذه المسؤولية.
كلموني عن المستقبل وعن الأمور التي تهمني وليس عنكم
وعن اختياراتكم، فلا يهمني أن تحبون الطب أو الصيدلة،
اسألوني أنا ماذا أحب؟.
-الخاطرة الثامنة: أنا أفضل الحوار ومخاطبتي بهدوء عن
التهديد والصوت العالي والكلام الجارح، فكل هذه الطرق
ستجعلني أنفر منكم، ومن الممكن أن تقولوا أننا خاطبناه بهدوء
ولم يجدي ذلك نفعاً، ولكنني مُراهق ومن الطبيعي أن أحتاج
وقتاً كافياً ليتعدل سلوكي، ومن الممكن أن يتعدل سلوكي مع
الوقت بالحوار الطيب والكلام اللطيف أما بالقسوة سأصبح
أسوأ وأسوأ..
-الخاطرة التاسعة: كوني أكبر واحد بين إخوتي لا يجعلني
مسؤول عنهم بشكل دائم ومباشر. من الممكن أن أساعدهم
ببعض الأمور وفي بعض الأوقات، ولكن لا تحملوني
مسؤوليتهم، هذا العبء صعب عليَّ ومُتعِب، ومع ذلك
تصرخون علي وتتهموني بالتقصير. لذا أشعر أني مظلوم.
-الخاطرة العاشرة: أتمنى أن تنتبهوا إلى نمط حياتكم، وكيف
أنكم منشغلون عني طوال الوقت وفجأة تتذكروا أني موجود
وعندها عليَّ أن أكون الشاب المثالي الذي تطمحون له.
أخيراً فإن دور الأهل يتجلى في تقديم كافة سبل الدعم
والاحتواء لأبنائهم المراهقين للخروج من فترة المراهقة بأقل
الأضرار.
ونحن كأهل لدينا ميزان لقياس سلوك المراهق إلى مدى نترك
ابننا المراهق يجرب ويتعلم و يذوق مُر التجربة أم الموضوع
ليس فيه تجريب، مثال: أن يترك المراهق الدراسة أمر ليس
فيه تجربة، ولكن على سبيل المثال عندما يتهاون في حل
الواجب وأنا كأم أعرف أن مُدرس هذه المادة مُتابع معه،
سأدعه يتحمل نتيجة تهاونه في كتابة هذا الواجب فالمدرس
سيعاقبه ولن يكررها مرة أخرى.
مثال آخر: تجربة التدخين هي أمر لا نقاش فيه، لكنه سيجربه و
إذا كان عنيداً سيدخن بشكل دائم، تُرى هل الصراخ هو
الحل؟.. بالطبع لا، سأحاول أنا أشغل وقته برياضة يحبها، و
أحاول أن أبعده عن أصدقاء السوء، وأتقرب منه بالحوار.
أما الحل السريع فهو أن أوبخه وأضربه ويعدني بألا يدخن
وهو يدخن في الخفاء، فعلينا ألا نقلل من عقل المراهق الذكي
الذي بات يعرف كل شيء.. هذا الجيل قد سبق جيلنا بعشرات
السنين، لذا علينا أن نكون اليد الحانية والداعمة وألا نخسرهم.
المراهق بكل المعايير يحتاجنا، ويحتاج دعمنا وحبنا واحتوائنا،
لنتقرب منه بالحوار والنقاش والشرح والقصص والأمثلة،
ونصنع قناة تواصل جميلة وراقية هي أهم استثمار ممكن
نستثمر فيه بأبنائنا المراهقين.