بواسطة: قبس
مشاركة
بواسطة قبس
مشاركة
“خمسة أمور تمنيت لو عرفتها قبل أن تصبح ابنتي مراهقة”
المراهقة هي المرحلة التي حيرت مئات الأهالي، وأتعبت عشرات الأمهات، فنحن لا ننكر جمالها وسحر النقلة اللي يتغير فيها الطفل لشاب يافع، والطفلة الصغيرة لفتاة جميلة. لذا علينا كأهل أن نكون جاهزين نفسياً وعلمياً لنعرف كيف نتصرف مع أبنائنا المراهقين لاسيما وأن مرحلة المراهقة لا تأتي إلينا مع دليل للاستخدام يخبرنا بما سيستجد على شخصية أبنائنا.
لذا ومن خلال هذا المقال سنعرفكم على أهم خمسة نقاط يجب أن تعرفوها قبل أن يصبحوا أولادكم مراهقين أو وهم في بداية مراهقتهم.
– أولاً: المراهقون ليسوا أطفالاً، طفلك الذي اعتدت على سلوكياته البريئة ستتفاجئ به وكأنه شخص آخر تماماً، وستراودك الكثير من مشاعر الحنين والحزن وتتساءل أين هو ابني؟.. لأنك فعلياً فقدته ليتحول لإنسان آخر بفكر وتصرفات ثانية، وكثيراً ما يشتكي الأهل من تصرفات أبنائهم فيقول الأب ابني لن يفعل هذا التصرف السيء، أو ابنتي يستحيل أن تتصرف هكذا..
فأنا قد تعبت في تربيتها ، فعلياً الموضوع ليس له علاقة بالتربية. إنه طبيعة تغيرات فيزيولوجية، ونمو هرمونات داخل جسمه. وهذا طبيعي وحقهم بأن يكبروا ويجربوا ويفشلوا ليتعلموا ، ونتمنى من الأهل ألا يقارنوا شخصية طفلهم بابنهم المراهق ويطالبوا بالعودة لشخصيته الماضية ويقولون له أنت لم تكن هكذا ، أو لماذا تغيرت وأصبحت هكذا؟.. تقبلوا التغيير.. ابنكم أو ابنتكم كبروا..
– ثانياً: التنوع، إحدى التحديات التي نواجهها خلال فترة تربيتنا للمراهق هو التنوع، بسبب عدم وضوح المرحلة التي يمر بها المراهق، ونسوق مثالاً بسيطاً على ذلك: فمن الواضح بالنسبة لك احتياجات الرضيع من الرضاعة للأكل، والنوم وتغيير الحفاض، بينما المراهق تتضارب عنده مجموعة كاملة من المصالح والمشاكل والصراعات التي تعتمد على مرحلة النضج التي يمر بها.
– ثالثاً: الحب، عندما يشعر أبنائكم بحجم الحب الذي تكنوه اتجاههم، سيتفاعلوا بطريقة أفضل، ومن الممكن أن يتغيروا ليكونوا أشخاص فعالين أكثر بسبب أنهم محبوبين..
وأود أن ألفت انتباهكم إلى نقطة مهمة جداً، ألا وهي لكي نتقبل فكرة المراهقة، ونتعامل معها بسلاسة علينا ألا نكترث لنظرة المجتمع، ونعيش لأنفسنا ولمحبة أولادنا فقط.
وانفصلوا عن فكرة حساب النتيجة، فليس من المفترض أن تعود عليكم جهودكم الكبيرة بنتائج مرضية، كل ما عليك عزيزي المربي هو أن تتواجد وقت اللزوم لضبط الأمور، وترشدهم للسلوك الصحيح وتنبههم للخاطئ. وامنحوهم المساحة الكافية ليجربوا ويفشلوا ويتعلموا من أخطائهم.
– رابعاً: المراهق يشعر بعبء عاطفي، إذا كانت سعادة الأهل مرتبطة باختياراته، فكثير من الأهل يربطوا سعادتهم ورضاهم على ابنهم أو ابنتهم بقرارات أبنائهم، كأن يقول لابنه : ” البس هذا القميص لأكون سعيداً وراضياً عنك، وهنا يعيش المراهق في صراع بين اختياراته وإرضائه لوالديه.
فكثيراً ما يشتكي الابن المراهق ويقول : ” أهلي يعقدون الأمور ولا يمكن إرضائهم ولا بأي طريقة”.
المراهق يجب أن يعلم أن عدم دراسته ستؤثر عليه، وعدم صلاته خسارة له.
– خامساً: ما هي وظيفتك كأب أو كأم؟ لو سألنا أحد الآباء ما هي وظيفتك اتجاه أسرتك سيقولك بأن أؤمن لهم المسكن والأكل والشرب، وأن أدخل أولادي جامعات جيدة. ولو سألنا أحد الأمهات عن وظيفتها ستقول: أن أعتني بنظافة المنزل وتحضير الوجبات ومتابعة دراستهم. وأن أتكلم مع أبنائي وأحاورهم وأدعمهم متى احتاجوني، كل هذه الأمور صحيحة وضرورية كرعاية لأولادنا، لكن أود أن أركز على نقطة مهمة في مشوار تربية أبنائنا، وهي أن تحبوا أبنائكم في جميع الظروف، وكل الأوقات، ومهما حصل.
فابنك الرضيع الذي طالما كنت تبتسم له حينما يقف ويمشي ويقع على الأرض لتسنده ويقف من جديد، هو نفسه ابنك المراهق ولكنه أصبح يقع بطريقة مختلفة، وهو بحاجة إلى حبك ودعمك له، مهما حصل، فمثلاً لو اتصلت عليك الشرطة لا سمح الله، وأخبرتك بأن ابنك محتجز لديهم بتهمة شرب الكحول، أو وجوده مع أصحابه يتعاطى المخدرات، أو أن ابنك سرق.
إذاً أنت تحب ابنك وابنتك في الظروف السهلة، لكن حبك لهم يجب أن يكون أكبر عندما يمرون في ظروف صعبة وهذا هو أساس الحب.
ربما سردت لكم بعض الأمثلة الثقيلة، لكي تقول في نفسك لا بأس إن لم يدرس ابني بشكل جيد، أو أن يؤخر صلاته، سأظل أحبه، والمراهق عندما يلحظ كم هذا الحب التي تكنه له في جميع الظروف، سيتصرف بشكل أفضل ولو حتى بعد حين.
تخيلوا معي أن المراهقة مرحلة تقطعونها بسيارتكم ، وكل ما عليكم فعله هو التأكد من وضع أحزمة الأمان، والاتكال على الله عزوجل، ومن بعدها استمتعوا برحلتكم ،لأنه ليس بمقدورك فعل أكثر من الذي قمت بفعله. بغض النظر عن النتائج التي ستبدو لك في آخر المحطة لأنك ستصل بإذن الله..