بواسطة: قبس
مشاركة
بواسطة قبس
مشاركة
” ثلاث مهارات مفيدة لتوطيد علاقة الأهل بالمراهقين “
نحن كأهل نحمل مسؤولية كبيرة على عاتقنا وواجبنا اتجاه هذه المسؤولية أن نكون على قدر كبير من المعرفة، والإلمام الشامل بكيفية تطوير مهاراتنا بالتعامل مع أبناءنا المراهقين. الأمر الذي ينعكس إيجاباً علينا وعلى أبناءنا بالراحة والهدوء النسبي، لنعيش حياة ممتعة وسعيدة ونحقق أهداف التربية الصحية.
ومن خلال هذا المقال سنذكر أهم ثلاث إستراتيجيات لتوطيد علاقتنا بأبنائنا وهي:
– أولاً: الانفصال عن النتيجة، وهي أن تعلمي ابنك مهارة ما، وتدعيه يتحمل النتائج لوحده، مثال: سجل ابنك في نادي رياضي مع أن لديه الكثير من الواجبات المدرسية اليومية، وبعد مدة بسبب كثرة انشغاله بالتدريب انخفض مستواه الدراسي، وفي هذه الحالة أنت لا دخل لك بالنتيجة ، و ليس مستواكي الذي انخفض.
كل ما هو عليكِ أن تبدي له عدم ارتياحك ولكن بنفس الوقت هذه مشكلته وعليه أن يحلها بنفسه، وفي حال طلب دعم ممكن أن تدعميه بأن توضحين له الطريق، أو تعرضي عليه مساعدته بأن تحضري له مدرس خاص.
بالطبع هذه المهارة متطورة جداً، وهناك الكثير من الأهل لن يتقبلوها لأنهم يشعرون أن ما يحدث معه مرتبط جداً بسمعتهم وفيهم، ومن الممكن أن يقولوا أنه إذا انفصلنا عن النتيجة فهذا يعني أننا لسنا مهتمين بأبنائنا ومهملين لهم.
في الحقيقة هذه المهارة تتطلب التوازن والتركيز، فهناك فرق بين الارتباط وبين الدعم، حاوروا أبناءكم وقوموا بتوعيتهم عن العالم الخارجي و لكن ابتعدوا عن الاختيارات و النتائج دعوهم يعيشوها ويتعلموا منها.
راقبوهم من بعيد لتدعموهم، لكن كونوا منفصلين عن النتيجة دون أن تتوقفوا عن الاهتمام والحب.
ونشير إلى نقطة مهمة ألا وهي أن اهتمامكم بالنتائج سيجعل أبناؤكم ضيقوا المدى هم بانتظار أن تكونوا راضين عنهم فقط، أو بصيغة أخرى هم لا يشعرون بالارتياح لأن جلَّ اهتمامهم هو رضاكم، وأنتم كأهل مرتبطين بالنتيجة فقط وعيونكم عليها، أما لو كنتم تحبذون الاجتهاد والجهد، وبغض النظر عن النتيجة سيكون ابنكم راضي عن نفسه، وسيجتهد أكثر وستتطور علاقته معكم، وسيكون إنسان مرتاح..لذا انفصلوا عن النتيجة..
– ثانياً: الاستشارة، عندما كان أبناؤك صغاراً كنت أنت المتحكم في جوانب حياتهم، تدير ..وتسيطر ..وتقود تفاصيل حياتهم، بينما عندما كبروا أصبحوا هم من يديروا حياتهم، وأخذوا موقعهم خلف المقود.
لذا سنختار كلما الاستشارة لأنك حينما تتشاور مع أحد، تكون أكثر استيعاباً لنصيحته، وبالطبع فالقرار الأخير يعود لابنك المراهق.
الاستشارة ستساعدهم على رؤية أنك معه لتقديم الدعم، الخبرة، الاقتراحات، والأفكار.
ودعوني أربط الإستراتيجية الأولى بالثانية من خلال استكمال المثال السابق: ” بعد أن سجل ابني في النادي الرياضي وحصوله على درجات منخفضة في مدرسته، قدم ابني ليستشيرني ويقول لي : يا أمي أنا قد حصلت على درجات متدنية بعد أن سجلت في النادي ، تُرى بماذا سأرد عليه؟.. بالتأكيد لن ألقي اللوم عليه لأن اللوم فيه مشاعر متعلقة بالنتائج، لذا سأرد عليه بقولي: أنا أرى من وجهة نظري يا حبيبي أن النادي قد أخد من وقتك. و الآن هل لديك خيار يكون ذهابك إلى النادي في أيام آخر الأسبوع أو في الإجازات؟ أومن الممكن أن تضع مدرس خاص يدعم دراستك”. هذا هو الدعم المنفصل عن النتائج.
فكلما استطعنا أن نفصل مشاعرنا عن النتائج بنينا جسر جميل لعلاقة حلوة مع أبنائنا وكنا أهل للثقة، وكلما ازدادت ثقة ابننا بنا كلما قدم لاستشارتنا وأخذ آرائنا أكثر.
هذا هو أجمل نتائج التربية، أن يقصر الابن ويخطئ ويأتي ليستشيرنا. لأنه يعلم أننا لا نحكم عليه بسبب نتائج اختياراته، بل منفصلين عنها بسبب وعينا و حكمتنا.
– ثالثاً: الإيجابية، قوة الإيجابية والمتعة بكل التفاصيل هي مجموعة من المهارات التي ممكن أن تطورينها وتفيدك في كل جانب من جوانب حياتك، وبالطبع أهم شيء أنها ستفيدك مع أبناءك بمرحلة مراهقتهم، لذا فهي بمثابة الإطار الجميل الذي يزين العلاقة بينك وبين أبناءك المراهقين. وتعتبر الإيجابية من أقوى المهارات، لأنها ستعيد بناء علاقتك مع أبنائك، فابنك الشاب لم يعد ذلك الطفل الصغير المدلل، ابنك المراهق سيجعلك مبهورة به، وتستمتعين معه أثناء حواراتكم وتفخرين به، وتتعلمين منه وستمرين بمواقف تجعلك سعيدة به، فكونوا إيجابيين واستعدوا لتستمتعوا فيهم وبشخصياتهم الجديدة وبناء العلاقة الحلوة معهم.
لذا تحلي بالعقلية الإيجابية والمتعة بكل التفاصيل حتى يشعروا أبنائك بالرغبة في استشارتك بشكل سلس وطبيعي وبدون تردد.
ثلاث استراتيجيات على قدر بساطتها إنما تطبيقها يتطلب منكم الكثير من التركيز والوعي، أحبوا أولادكم ولا تصبوا فيهم مشاكلكم وتراكمات يومكم، واشحنوا أنفسكم بالإيجابية ورددوا دائماً ” عليَّ أن أصبر لأكسب شاب سليم مبدع فنان، عليَّ أن أكون راقي لأبني علاقة جميلة مع ابني ليعود إليَّ وقت حاجته ويستشيرني”.