بواسطة: قبس
مشاركة
بواسطة قبس
مشاركة
العواقب.. ضرورة من ضروريات الحرية لدى المراهقين
لاشك أن حاجة الإنسان للشعور بالحرية كحاجته للهواء
لرئتيه، ويتساءل الكثير من المربين هل بإمكاننا أن نمنح
المراهق الحرية ؟ أم أن هناك ضوابط معينة من الممكن أن
يلتزم بها.
لاسيما وأن المراهق في مرحلة مراهقته يطالب بالحرية
المطلقة بشكل مبالغ بعض الشيء دون ضوابط. لذا على
الأهل أن يكونوا واعيين تماماً لكيفية توفير الحرية لابنهم
المراهق وابنتهم المراهقة.
تعتبر العواقب بمثابة البوصلة التي توجه خيارات المراهق
أثناء محاولته إيجاد الحلول والبدائل. وهي التي تعوده على
الالتزام.
وفي حال عدم التزام المراهق بالبديل الذي اختاره بنفسه ليعلم
أن هناك عواقب مترتبة على اختياره .
ويجب أن نتجنب أثناء عقابنا كلاً من والشتم والإهانة والتقليل
من شأن ابنك، والتلفظ بمفردات تسيء له.
فالغرض من العقاب هو تحمل مسؤولية تصرفاته، ومواجهة
نتائجها. ليعود لأخذ الامتياز الذي انحرمه.
ونورد مثالاً على ذلك:; خرج أحمد مع أصدقائه إلى مركز
التسوق، ومن المفترض أن يصرف 50 ريال من بطاقة والده
البنكية، وبعد ذهابه صرف مبلغ ٢٥٠ ريال منها، فنقول له :
بأننا نشعر بالحزن والخيبة نظراً لصرفك مبلغ يضاهي المبلغ
المسموح لك. لذا لن تأخذ مصروفك الشهر القادم، واختر إما
ألا تخرج مع أصحابك مرتين متتاليتين، أو أن تمسح سيارة
أبيك 4 مرات هذا الشهر بدلاً من أن تدفع مصروفك الشهر
القادم
من المفترض أن تكون خيارات العقاب مناسبة للأهل. فالهدف
من العقاب هو أن يصبح المراهق مسؤولاً عن تصرفاته،
ويفكر أكثر من مرة قبل أن يصرف من بطاقة والده البنكية
لأنه علم مسبق بالعواقب التي تنتظره.
والحرية التي نرجوها هي الحرية القائمة على مجموعة من
الخيارات، التي تناسب قيم الأهل وحرصهم على أبنائهم من
جهة وتحقيق رغبة المراهق في طريقة سلوكه.
فذهابه مع أصدقائه حرية.. وتملكه جهاز ذكي حرية أيضاً أما
كيفية إدارتها فهي من دور الأهل. فحياة بدون قيود وقوانين،
هي ليست حياة إنسان طبيعي.
وهناك موجة جديدة سائدة وخاطئة تخدع الأهل وتوهمهم بأن
أبنائهم المراهقين أصبحوا كباراً قادرين على اختيار طريقة
حياتهم وتحديد سلوكهم وتصرفاتهم. وعلى العكس أبنائنا
المراهقين بأمس الحاجة لوقوفنا بجانبهم ومساندتهم ودعمهم
فلا تتخلوا عنهم، وامنحوهم الحرية التي تناسب قلوبهم
وعقولكم.
نحن أمام الله مسؤولون ومحاسبون عن حياة ابننا المراهق
وابنتنا المراهقة، فلا تستهينوا بهذا الأمر.