بواسطة: قبس
مشاركة
بواسطة قبس
مشاركة
” ابنتي المراهقة تُحادث شاباً سراً ماذا أفعل؟ “
لو اكتشفت في يوم من الأيام أن ابنتك المراهقة تحدث شاباً غريباً، أو أن ابنك يكلم فتاة، وبينهم محادثات طويلة فيها تفاصيل عن مشاعر حب متبادل وكلمات لا تناسب قيم منزلكم ولا دينكم؟ ترى ما هي أنسب ردة فعل؟، وكيف يجب أن تتصرفوا حيال هذا الموقف؟ هذا ما ستجدونه في هذا المقال.
في الحقيقة يستبعد كثيرون من الأهل فكرة مرور أبنائهم بمواقف كهذه، لأنهم قد ربوا أولادهم بشكل جيد، ولكن دعوني أقول لكم بأنكم لستم أسوأ أهل يمرون بموقف كهذا، أو الأهل الذين يمرون بموقف كهذا قد فشلوا في تربية أبنائهم.
إن كلاً من الشاب والفتاة يبحثان بشكل فطري عن الحب لأنه يلبي احتياجاً طبيعياً لديهم، لذا على الأهل أن يتفهموا هذه المرحلة، هذا يعني أن يتفهموا أنه مراهق أو مراهقة ويبحثان عن أمور مهمة وهي الاهتمام والحب وقيمة الذات.
يعتبر التفهم هو نقطة انطلاقنا على طريق التعامل مع هذه المشكلة التي يمر بها المراهق.
وكثيراً ما تردنا استشارات وأهالي مروا بهذا الموقف، وكانت ردة فعلهم الغضب الشديد وسحب الأجهزة الالكترونية، وممكن أن يتطور الأمر ليصل للضرب والعقاب القاسي.. والمشكلة أن ردة الفعل العنيفة تجعل الطريق مسدوداً، فأنت لم تحل المشكلة إنما فاقمتها بتصرفك الطائش، وهذا حل مؤقت وليس سليم.
لذا المطلوب منكم كأهل أولاً هو الهدوء، و أخد نفس عميق والتفكير بحكمة، سيعطيكم حل يستمر معكم كل الأيام، لأننا لا نريد حلاً سريعاً يفقد فعاليته بعد فترة وجيزة.
وهناك نقطة مهمة لا نستطيع تغافلها، يجب علينا كأهل أن نسلم لها، ومن الممكن ألا تتقبلوها لكنها فرضت علينا سواء قبلنا أم رفضنا. ففي هذا الزمن تنتقل إلينا ثقافة الغرب وقيمه التي لا نقبل معظمها، سواء عن طريق الانترنت أو الأجهزة الالكترونية أو الألعاب.
ترى ما هي الحلول التي تضمن لأطفالنا وأولادنا المراهقين عدم الانسياق لهذه القيم والأفكار؟؟.. وبالنسبة للحلول المقترحة فهما على شقين:
الشق الأول: ينبغي على الأهل أن يعرفوا طبيعة الألعاب الالكترونية التي يلعبها أبنائهم المراهقين، ومع من يتواصلون؟ وألا يكون هناك تواصل مفتوح مع أي شخص غريب.
وينبغي على الأهل أيضاً إيجاد قوانين في المنزل تحدد المدة الزمنية التي من الممكن أن يمسك أبنائهم الأجهزة الذكية.
إضافة إلى سيطرة الأهل بشكل كامل على المحتوى الذي يشاهده أبنائهم، لنضمن أقل تسريب للأفكار السلبية التي يستقبلها الأبناء.
أما الشق الثاني فهو زرع القيم اللي تحرصوا عليها في المنزل من صلاة وصدق والتزام بالوقت واحترام الكبير والعطف على الصغير، والتعامل المحترم مع الجميع، وكل القيم التي تحرصون على زرعها، و تقومون بتطبيقها فعلينا ألا نغفل دور الأهل بأن يكونوا قدوة لأبنائهم.
وعندما تتعرض لفكرة غير مناسبة لقيمنا من قبل ابنك المراهق، فلن تقول له هذا حلال وحرام على الفور، لا بل عليك أن تلجأ إلى الحوار وطرح الأسئلة، وتسأله عن رأيه بالموضوع ونتائج تصرفاته وهل هي مناسبة أم لا.. فمن الضروري توفير مساحة أمان، خاصة لو كلمك ابنك بأي موضع خاص بالنسبة له.
على سبيل المثال: ” لو وجدت إحدى الأمهات في جوال ابنتها التي تبلغ الخامسة عشر من عمرها، رسائل حب من شاب غريب؟ ماذا ستتصرف؟ هل ستضربها؟ بالطبع لا، لأنها بذلك ستخسرها، وستتعلق بالشاب أكثر لاسيما أنه سيكون مصدر الأمان بالنسبة لها، وممكن أن يطلب منها أن تهرب معه، وللأسف وردنا في مركز الاستشارات حوادث هروب فتيات مراهقات مع شبان يحبونهم.
المطلوب هو الهدوء، وأخذ نفس عميق وعلى الأم أن تحاور ابنتها وتقول لها: تعالي يا ابنتي، لقد قرأت رسائل غير مناسبة من قبل شاب، من هو هذا الشاب؟..أنت تعلمين يا ابنتي أن علاقة شاب بفتاة محرمة وممنوعة لدينا، حتى لو كانت صداقة والواضح أنه ليس زميلك، وأود أن أعرف منك ما هو مسمى علاقتكم؟
أنا يا ابنتي ليس لدي أي مشكلة بأن يأتي و يخطبك، وبما أنه جاد ويحبك فليتقدم لخطبتك وسنصبر عليه قليلاً ريثما يكون نفسه جيداً.
لكن أنا آسفة لن تكلميه بدون إطار خطبة. لأن هذا ممنوع في البيت، وممنوع في ديننا كذلك، وأنا ووالدك لسنا راضيين على تصرفك هذا.
ولديك يا ابنتي خيارين الأول بأن يأتي لخطبتك، أو أن تلغي هذا الموضوع أساساً.
على الأغلب سَيُلغى الموضوع، فهي ستتورط هل فعلاً العلاقة جادة أم هي طيش مراهقين، وعندما تخبر الشاب سيتورط أكثر .
كوني جادة بأسلوب كلامك، ولا ترفعي صوتك، حسسيها بالأمان، وليس الضعف فلو أحسَّت أنك ضعيفة ستشعر أن بإمكانها أن تراوغ .
بعد ذلك عليكي أن تجلسي مع ابنتك المراهقة، وتقومين بتوعيتها، وأن ما فعلته لم يكن مرضي بالنسبة لك، وممنوع أن يتكرر وأنك تعديها بألا تقولي لأباها عما حصل لأنه من المفروض ألا يتكرر.
وبعدها عليكي أن تمنحيها الثقة ألا تكلم أي شاب غريب دون علاقة شرعية. وأنك ستسمرين بمراقبتها ومنحها الدعم والحب والاهتمام والمديح.
وأود الإشارة إلى أن دور الأب لا يقل أبداً عن دور الأب فعليه أن يمنحها كل الحب والأمان حتى لا تضطر بالبحث عنه خارج المنزل، لأنه مهما قامت الأم بدورها إلا أن هناك جانباً لا يمكن أن يغطيه إلا الأب..
ونفس المثال ينطبق على الشاب المراهق، فلو لاحظت الأم أن ابنها يتلكم مع فتاة عليها أن تناقشه وتحاوره عن طبيعة هذه العلاقة وإلى أين ستصل؟ فلو كانت علاقة صداقة فهذا محرم في ديننا الإسلامي، وبعدها ستسأله فيما إذا كان جاداً فتطرح عليه فكرة أن تخطبها له، ودعيه يسمع الرفض من أهل الفتاة بنفسه.
وبعدها نجلس مع المراهق ونمنحه جرعات من الحوار و الدعم ورفع الثقة بالنفس والاهتمام وتوفير الحب من الأم والأب.
أبنائكم يجب أن يقتنعوا من داخلهم أن هذا الأمر غير مناسب. ولن يُرضي الله عزوجل، وبدوركم يجب أن تعوضوهم بالحب والدعم والاهتمام، و تخرجوا معهم ،و تتقبلوهم ولا تنتقدوهم، وأن تفخروا بإنجازاتهم، ليشعروا بالأمان، ويسيروا على الطريق الصحيح، وأنتم معهم تغذوهم بالطريقة الصحيحة والصحية.