بواسطة: قبس
مشاركة
بواسطة قبس
مشاركة
” ابنتي المراهقة تعيش في عالم مختلف عن عالمي ما الحل ؟..”
في إحدى الاستشارات التي قدمت إلينا كانت والدة مراهقة حزينة لدرجة أنها لم تحبس دموعها وقالت لي :” اشتقت لابنتي، أعيديها لي”، كانت رسالة مؤلمة، وبدأت معها سلسلة من الاستشارات حتى استطعنا مع بعض أن نعرف سبب تغير سلوكيات ابنتها، وابتعادها عن عائلتها وخصوصاً عن أمها. وبالتأكيد هذه معاناة معظم الأهل الذين لديهم ابن مراهق أو ابنة مراهقة.
وفي هذا المقال سنقدم لكم بعض الوسائل المتبعة لتقريب ابنكم المراهق منكم:
– أولاً: قوانين العودة.. يجب على كل أسرة أن تضع قوانين خاصة بالمنزل لاسيما أيام نهاية الأسبوع، كتخصيص وقت محدد لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، واجتماع كل أفراد الأسرة لتناول وجبات يومية. أو تخصيص نهاية الأسبوع لممارسة بعض الأنشطة الرياضية التي يفضلها أفراد الأسرة.
وفي حال مثلاً رفض ابنك المراهق أن يعطيك جهازه ستقولون له بأنكم ستأخذوا الجهاز منه لساعات معينة وليس كل اليوم، لأنكم بحاجة لتركيزه الكامل معكم. وهذا قانون يطبق على كل أفراد الأسرة.
كونوا حازمين أثناء تطبيق قوانين المنزل، ففي البداية ستكون صعبة، لكنكم ستلحظون نتائجها الإيجابية خلال مدة قصيرة.
– ثانياً: المصارحة، هل سبق وتكلمتم مع أبنائكم وصارحتمونهم، لاسيما أننا في كثير من الأحيان ينتابنا مشاعر متناقضة ولا نوضحها لمن حولنا، فتنفجر فجأة على شكل نوبات غضب.
فعلى الأم أن تحاور ابنتها وتصارحها وتطلب منها مصارحتها أيضاً لتكون شخصية المراهقة متوازنة وواعية.
على سبيل المثال: ” اصطحبي ابنتك بمشوار لوحدكما، إلى الحديقة أو مركز للتسوق ، وتبادلوا الأحاديث وصارحيها ببعض الأمور التي تضايقك منها واطلبي منها أن تصارحك هي أيضاً بأي موقف يضايقها”.
– ثالثاً: توفير وقت خاص، يجب أن تتضمن قوانين المنزل على وقت مخصص لقضاء وقت كافي مع ابنكم المراهق أو ابنتكم المراهقة، شاركوهم في القيام بعمل مشترك، كممارسة الرياضة، أو المشي، و البنات من الممكن أن يصففن شعرهن أو جلسة مكياج، بإمكانكم خلال هذه الأوقات أن تنتهزوا الفرصة لمحاورتهم، ومعرفة ما بداخلهم ، وكذلك دعمهم بالحب المطلوب والثقة المتوقعة.
– رابعاً: الوضوح .. يجب أن يكون أسلوب المواجهة مع أبنائكم المراهقين واضحاً، فكل شيء أصبح واضحاً وبكل موقف ضع مبرراتك التي تزعجك على الطاولة، وكن واضحاً وجدياً في التعاطي مع مواقفهم وتصرفاتهم. ولنحذر أسلوب المواربة والتغافل عن تصرفاتهم السلبية.
فعلى سبيل المثال: ” وجدتي ابنتك في غرفتها وقد أقفلت باب الغرفة، ومعها جوالها، إياكي أن تتغافلي عن هذا التصرف بل حدثيها بأنك تنزعجين من هذا التصرف، وأن قفل الباب يعني أن هناك أمر خاطئ تقوم به، و وضحي لها مقدار خوفك عليها، فالعالم أصبح كالقرية الصغيرة وبإمكان أبنائكم الوصول لأي معلومة من خلاله.
أو مثلاً كأن تقول لابنك :” يوجد قانون واضح في هذا المنزل وعليك ألا تتأخر عن الساعة التاسعة مساءً، لأنني أخاف عليك فكثير من الشبان يقومون بأعمال خاطئة في وقت متأخر من الليل. وأنا أفضل أن تعود في الوقت المحدد تبعاً لقانون المنزل.
– خامساً: الوقت القيِّم، الفراغ أصل كل المصائب، وبقدر ما تملأ أوقات فراغ ابنك المراهق أو ابنتك المراهقة بقدر ما ابتعد عن مشاكله الداخلية، وهذا يتطلب الصبر والحكمة من الأهل، فإذا لم تحاولوا أن تبددوا أوقات الفراغ وتشغلوها بنشاطات مفيدة سيجلس المراهق على جهازه الذكي 24 ساعة ، وفي هذه الحالة تأتي سلطة الأهل في تخصيص وقت معين للجلوس على الأجهزة الذكية.
– سادساً: الصداقة، من أكثر الأشخاص المقربين من ابنك المراهق هم أصدقائه، وعلى الأهل أن يكونوا واعيين تماماً لهذه النقطة، وعليهم أن يعرفوا من هم أصدقاء ابنهم؟.. من خلال استقبالهم في المنزل، أو الخروج مع أهاليهم لمعرفة التربية التي يتلقاها أصدقاء ابنك.
فعلى سبيل المثال: ” توجهت إحدى الأمهات باستشارتنا بشأن ابنها المراهق فقد اكتشفت أنه يدخن، ومع الوقت اكتشفت أن أصدقاء الابن مدخنين ويقومون بتعاطي حبوب منشطة، والابن انجرف معهم، فنصحناها بأن تغير المدرسة وتبتعد عنهم، وتبدأ مرحلة علاج الإدمان “. فاحذروا كثيراً من أصدقاء ابنكم المراهق.
– سابعاً: الحب والدعم والعطاء ومشاعر الفخر وعبارات المديح كل هذه لها تأثير البلسم على عقول وقلوب أبنائكم. أحبوهم كثيراً، تقبلوهم كثيراً، لا تقارنوهم بأحد، ولا تنقدوهم لأنهم بحاجة لعاطفة قوية، فالمراهق خلال فترة مراهقته غالباً ما يكون تائهاً في عوالم متناقضة ومشاعر ملخبطة، ويرغب في العودة لذاته لذا يجب أن تكون بمثابة المرشد والدليل ليعود لطريقه، بالحب والتقبل ستفتحوا له كل الأبواب لأن يعود لذاته مثل قبل وأحسن.. بإذن الله