أهم الدراسات العلمية عن مدى تأثير الأجهزة الذكية

لاشك أن معظم الأهل يعانون من مكوث ابنهم المراهق أو
ابنتهم المراهقة ساعات طويلة على الأجهزة الإلكترونية،
وإدمانهم لها، مع العلم أنه بات من الصعب الاستغناء عنها في
جوانب حياتنا اليومية، وكلنا نتذكر خلال أزمة كورونا كيف
كانت الأجهزة نعمة من نعم الله علينا، وكنا يداً واحدة من
شرق البلاد لغربها والأجهزة ساعدتنا لنتواصل مع الأحبة،
وكانت مصدر دعم نفسي كبير لنا، ناهيك عن استمرارنا
بأعمالنا من خلال المنزل، ومنحت أولادنا فرصة ليستمروا
بدراستهم.

وحتى أبسط الأمور مثل شراء الخضار
والأغراض المنزلية والمأكولات وفرتها لنا أجهزتنا من
خلال الطلب والتطبيقات. بالتأكيد لا نستطيع إغفال الجانب
الإيجابي للأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
ولكن دعونا نسلط الضوء على الجانب السلبي الذي يتطلب
منا المزيد من الوعي والتركيز وإعادة الحسابات.

سنتحدث من خلال هذا المقال على كل أجهزة الغزو الرقمي
التي أدمنوها أبناءنا المراهقين، ونتعرف على نتائج الدراسات
العلمية التي توصلت إليها الأبحاث في هذا الخصوص، ولكن
بداية سأصنف الأجهزة الإلكترونية، وماذا يفعل ابنك على كل
جهاز؟ إما مواقع تواصل إجتماعي، أو أفلام، أو مسلسلات.

– أولاً: الأجهزة مثل: (جوالات، تابلتس، أي باد، لابتوبات،
كمبيوترات أو P.C ، سويتش، اكس بوكس، بلاي ستيشن).
–

ثانياً: الألعاب، بالطبع هناك مئات الألعاب لكن أكثرها
شهرة بين أولادنا مثل: (فورت نايت، بابجي، روب لوكس،
جنسن أنباكت، كول أوف ديوتي، أمونج أس) بالإضافة إلى
الألعاب الصغيرة التي يلعبها الأطفال على الأيبادات
والجوالات.
–

ثالثاً: مواقع التواصل الاجتماعي مثل: (انستغرام، يوتيوب، سناب تشات، فيسبوك، تويتش، تيك توك، واتس
أب، تويتر، لنكد أن)
– رابعاً: مشاهدة أفلام ومسلسلات، وأشهرها المسلسلات
اليابانية مثل (أنمي ومانجا) أو أفلام كورية، وتعرض هذه
المسلسلات إما على مواقع مجانية، أو من خلال اشتراك مثل
نت فليكس وشبيهاتها.
باختصار هذه كل المجموعات التي من الممكن أن يصرف
المراهق وقته في عالم التكنولوجيا عليها

.
والآن دعونا نسال أنفسنا هذه الأسئلة: تُرى كم جهاز لدى ابننا
المراهق؟ وكم عدد مواقع التواصل الاجتماعي عنده؟ وكم
ساعة يصرف من وقته على الأجهزة؟

.
ما رأيكم أن نصطحبكم في جولة علمية من شأنها أن تزيد
وعيكم اتجاه مخاطر هذه الأجهزة، وتعملوا على مراجعة

حساباتكم. وقد تمت الاستعانة بكتاب دماغ المراهقين من
تأليف د. فرنسيس جينسين..
أول دراسة علمية على المراهقين كانت نتيجتها وجود صلة
بين الاكتئاب والأداء الأكاديمي الضعيف، وعدم قدرتهم عن
التوقف عن استخدام الانترنت. لذا في عام ٢٠٠٩ تم إنشاء
مركز ريستارت في فول سيتي الريفي في واشنطن كأول
مركز لعلاج الإدمان على الانترنت.. هل لكم أن تتخيلوا
وجود مركز لعلاج إدمان الانترنت!.

وفي دراسة أخرى أجراها مشروع الإنترنت والحياة
الأمريكية في مركز بو.. يثبت أن مستوى الإرتباط بين
المراهقين والهواتف الذكية هائل، كما أن الطلاب مستعدون
لفعل كل ما يلزمه الأمر لكي يخفوها عن الأساتذة والإداريين،
فبعضهم يضعه في منديل ويضعه بين الكعك والبسكويت،
وغيره يضعه في كوب عصير البرتقال فوق جهاز كشف
المعادن. وقال طالب ثانوي (يضم هاتفي حياتي كلها لذا إن
فقدته مرة فأظن أني سأموت)..

هواتفهم الذكية مزروعة في تفكيرهم لدرجة أن ثلثي
المراهقين يشعرون أن هواتفهم تهتز في حين أنها لم تهتز،
وهذه الظاهرة يدعوها العلماء بمتلازمة الاهتزاز الخادع.
وفقا لهذه الدراسة فإن هذه السلوكيات موجودة لدى مدمن
الأدوية، والتي من ظواهرها إخفاء السلوك والكذب وإهمال
الأنشطة العادية والعزلة الاجتماعية.

بينما تتم الحاجة القسرية للاتصال الرقمي على مستويين:
المستوى السلوكي، والسلوك البيولوجي الكيميائي، بمعنى أنه
كل رنين أو رسالة من هاتف ذكي، تؤدي إلى لحظة ذهول في
الدماغ، وعندما يتم فتح الرسالة النصية يصبح الاكتشاف
كهدية رقمية تطلق تدفقاً ممتعاً من الدوبامين في الدماغ،
تجعله سعيداً، وهذا ما يحصل مع المدمنين عندما يتناولون
أدويتهم.

وهناك معلومة مهمة ومحزنة جداً، ففي دراسة أُجريت في
كوريا وجدت أنه ببلوغ سن 21 للشباب تحديداً يكونوا قد
صرفوا 11 ألف ساعة على العاب الفيديوهات وهو وقت
طويل جداً، وهو الوقت الكافي كما تعلمون ليكون المراهق
خبير في أي مجال بحياته.

كما تعتقد مجموعة سي آر سي الصحية وهي أكبر مزود
للرعاية الصحية السلوكية والعقلية المختصة في الولايات
المتحدة أن هناك ما يدعى الإدمان على الانترنت وهناك
مؤشرات سلوكية وهي الأتي:
1. يتم صرف معظم الساعات بعد المدرسة على أجهزة
الحاسب أو الجوال أو بلعب ألعاب الفيديو.
2. النوم في المدرسة.
3. عدم إنجاز الواجبات المدرسية.
4. تراجع العلامات المدرسية.
5. الكذب حول استخدام الجوال أو الحاسب أو ألعاب الفيديو..

6. تفضيل استخدام الجوال أو الحاسب أو الألعاب الفيديو على
رؤية الأصدقاء.
7. الانسحاب من المجموعات الاجتماعية (النوادي والرياضة).
8. العصبية عند عدم استخدام الجوال أو اللعب بألعاب الفيديو.
9. تجاهل الطعام من أجل البقاء متصلاً بالإنترنت.
10. صداع وألم في الظهر وألم في الرقبة.
11. جفاف في العين ومشاكل في الرؤية.
وبعد هذه الدراسات العميقة لنسأل أنفسنا، كم جهاز من هذه
الأجهزة موجودة بحوزة ابنك أو ابنتك؟ و ما مدى إدمانه
عليها؟
تُرى هل هناك حلول للتخفيف من الآثار السلبية لهذه الأجهزة
الإلكترونية؟، نعم أنا دوماً أؤمن أنه هناك حلول لو كنا جادين
ومهتمين، ومع الاستمرارية والثبات سنرى التغيير والأثر..
بإذن الله..
انتظرونا في المقال القادم للحديث المطول عن الحلول
المجدية والعملية لتخفيف حدة آثار هذه الأجهزة وإدمان
المكوث عليها ساعات طويلة…